Континентальная философия: очень короткое введение
الفلسفة القارية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
شكل 2-2: بورتريه ليوهان جورج هامان (1730-1788).
لذلك، إذا كان يجب أن ينتقد العقل كل الأشياء، فيجب أن يوجد نقد للعقل. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فما الذي يمنع نقد النقد هذا من الوقوع في الشك؛ الشك الجذري والتام؟ كما يشير فريدريك بايزار: «ثمة كابوس يلوح في الأفق الذي يتمثل في أن النقد الذاتي للعقل ينتهي إلى العدمية؛ الشك في وجود كل شيء. وكان هذا الخوف هو جوهر أزمة التنوير.» وكما سأحاول وأناقش فيما يلي، فإن مفهوم العدمية هو أفضل ما يسمح للمرء بالتمييز بين الفلسفة التحليلية والفلسفة القارية. وكانت هذه القضية تقع في جوهر اثنين من الصراعات الأكثر أهمية في أواخر القرن الثامن عشر في ألمانيا، وكان جاكوبي في قلب كليهما: صراع وحدة الوجود، وصراع الإلحاد. (4) صراع وحدة الوجود وصراع الإلحاد: انعكاسات عمل جاكوبي
بدأ صراع وحدة الوجود بنشر عمل جاكوبي «رسائل حول مذهب سبينوزا» في عام 1785، الذي كان عبارة عن مراسلاته مع موزس مندلسون بشأن الاعتراف الصادم المتأخر لجي إي ليسينج بتأثره الشديد بأفكار سبينوزا. وشارك معظم أفضل العقول في هذا العصر في هذا الصراع، بما في ذلك مندلسون وكانط ويوهان هيردر ويوهان فولفجانج فون جوته وهامان. كان باروخ دي سبينوزا يصور بنحو كاريكاتوري ساخر حتى وقت هذا الصراع إما في صورة فيلسوف عقلاني مؤمن بوحدة الوجود وإما في صورة ما هو أسوأ؛ شيطان ملحد. وكان لهذا الصراع أثر جانبي يتمثل في وضع حد لهذه الصورة الكاريكاتورية، وقد بلغ ذروته في وصف نوفاليس لسبينوزا بأنه «الثمل بحب الرب»، ولكن لم تكن هذه هي المشكلة الحقيقية؛ فجاكوبي يستخدم اعتراف ليسينج بتأثره الشديد بالفكر الاسبينوزي لتقديم نقد داخلي للتنوير. كان جاكوبي يسعى لإيضاح أن فلسفة سبينوزا هي مثال للعقلانية، وأنه إذا التزم الشخص بالعقلانية على نحو منتظم، فإنها تؤدي إلى الإلحاد؛ لذلك، على النقيض من كانط «التنويري»، يؤدي العقل إلى انهيار أي أساس للاعتقاد الديني أو الحياة الأخلاقية. يضيف جاكوبي أنه إذا كان الأمر كذلك، فإن لدينا خيارا واضحا وقاسيا إلى حد ما، لا بد أن نتخذه: إما أن نعتنق الإلحاد العقلاني للتنوير، وإما أن نرفضه من خلال قفزة إيمانية غير عقلانية. ويجد جاكوبي مصدر إلهام لهذا في قراءته لأعمال باسكال، الذي يرى أنه «لا يوجد شيء متسق للغاية مع العقل مثل عملية إنكار العقل تلك»؛ بمعنى أن الإعمال الصحيح للعقل يوصل إلى النقطة التي علينا أن ندرك فيها ما يكمن وراءه؛ مجال الإيمان. وكانت نسخة جاكوبي من رؤية باسكال مهمة أيضا لناقد ديني آخر للعقلانية العلمانية جاء لاحقا، وهو سورين كيركجور. إن مسألة وضع العقل والعقلانية في مقابل لاعقلانية كثير من الوجود الإنساني؛ تمثل صراعا يقع في قلب الخلافات في التقليد الفلسفي القاري حتى يومنا هذا؛ على سبيل المثال: في جدال الحداثة/ما بعد الحداثة، الذي ميز فترة كبيرة من ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن العشرين. وكان بايزار محقا في قوله: «ليس من قبيل المبالغة أن نقول إن هذا الجدل حدد واحدة من القضايا المميزة للتقليد الفلسفي القاري ككل؛ وهي مسألة سلطة العقل. لقد بدأ ما يسمى «مأزق ما بعد الحداثة» فعليا حينها في عام 1786.»
والمسألة الأخرى التي تحدد مسار الفلسفة القارية هي صراع الإلحاد، الذي بدأ في عام 1798، والذي أدى في عام 1799 إلى عزل فيشته عن منصبه الأكاديمي في جامعة ينا بتهمة الإلحاد. ويكمن أصل هذا الصراع في نشر العديد من الكتيبات المسيئة المجهولة المصدر في عام 1798، والتي أعقبت نشر مقالات في إحدى المجلات، على يد فيشته والفيلسوف غير المعروف كثيرا الآن فريدريك سي فوربج، حول مكانة الدين والأخلاق. إن قصة إقالة فيشته مؤسفة إلى حد كبير، وتتشابه بعض الشيء مع مشكلة إلحاد ببرتراند راسل في نيويورك في عام 1940؛ حيث منع من تولي منصبه في كلية سيتي كوليدج بنيويورك، بناء على حملة تشهير شنت ضده لإعلانه الإلحاد وإبدائه آراء ليبرالية حول مسألة الأخلاقيات الجنسية. ووصف اللورد راسل من جانب جوزيف جولدشتاين - محامي السيدة جين كاي التي قادت الحملة ضد راسل - بأنه «فاسق، وشبق، وشهواني، وداعر، ومصاب بالهوس الشبقي، ومحرض على الشهوة الجنسية، ووقح، وضيق الأفق، وكاذب، ومجرد من المبادئ الأخلاقية». يا له من قدح فظيع! ولكن الفلاسفة منذ زمن سقراط يتهمون بإفساد أخلاق الشباب. وعلى الرغم من أن ينا في تسعينيات القرن الثامن عشر لم تكن تماما مثل مانهاتن في أربعينيات القرن العشرين، فإنه ينبغي أن نتذكر أنها كانت المركز الفلسفي للحياة الفكرية في ألمانيا خلال هذه الفترة، وموطن العديد من أعظم العقول في ذلك الوقت (فيشته، والأخوين شليجل، ونوفاليس، وشيلينج)، والبوتقة التي ولدت منها الرومانسية الألمانية المبكرة أو رومانسية ينا.
شكل 2-3: بورتريه لفريدريك هاينريش جاكوبي (1743-1819).
شكل 2-4: إميل دورستلينج، لوحة لعشاء تخيلي في منزل كانط مع هامان وجاكوبي وآخرين (1801).
على الرغم من أن التفاصيل التاريخية لهذا الصراع مثيرة للاهتمام ومحبطة قليلا في نفس الوقت، فإنها تصبح مهمة فلسفيا عندما يعبر جاكوبي عن رأيه في عام 1799 في عمله «رسالة إلى فيشته». ونجد في هذا النص أول توظيف فلسفي لمفهوم «العدمية»؛ فكما أشار جاكوبي ببساطة، وجهة نظر فيشته - المعروفة باسم مثالية فيشته - عدمية. وما يعنيه بهذا يجب أن أن يفهم في ضوء تراجع النقد الكانطي للميتافيزيقا التقليدية المذكور سابقا، الذي لا ينكر الإدراك المعرفي للبشر للكيانات المتخيلة من جانب الميتافيزيقا الكلاسيكية (الرب والروح) فحسب، ولكن يستبعد أيضا إمكانية معرفة الذوات أو الأشياء في ذاتها وما وصفه كانط بأنه الأساس «الحقيقي» للذات، والذي لا يمتلك وجودا ظاهريا. تمثلت فرضية جاكوبي الأساسية في أن إحياء فيشته للمثالية المتعالية لكانط، يؤدي إلى «أنا» فقيرة لا يوجد لديها معرفة بالأشياء في ذاتها. وهي عدمية لأنها لا تسمح بوجود شيء خارج أو منفصل عن الأنا، والأنا في حد ذاتها ليست سوى نتاج «قوة التخيل الحرة». ويحتج جاكوبي، في فقرة استثنائية، قائلا:
إذا كان أكبر ما أستطيع تأمله، وما يمكنني التفكير فيه، هو الأنا خاصتي الفارغة والنقية، العارية والمحضة، باستقلالها وحريتها؛ إذن، فالتأمل الذاتي العقلاني - العقلانية - سيكون بالنسبة إلي لعنة، وسأكون آسفا على وجودي.
وفي مقابل ما يراه جاكوبي على أنه أحادية مثالية لفيشته، دعا لشكل من أشكال الثنائية الفلسفية؛ حيث إنه وراء الانشغال الفلسفي بالحقيقة، يقع مجال الحقيقية، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الإيمان أو القلب. مرة أخرى، نقد جاكوبي لفيشته يذكرنا بقوة بنقد باسكال لديكارت؛ حيث إن العدمية هي التهمة التي وجهتها نظرة العالم المسيحي للعقلانية العلمانية؛ ومن ثم فإن الاختيار الوجودي الذي يواجهنا - والذي لا يمكن إثباته بعقلانية ولكن يجب علينا أن نراهن عليه - هو بين مثالية فيشته، وهي عدمية لأنها لا توفر معرفة بأي شيء خارج تقديرات الأنا، وثنائية جاكوبي، التي وصفها بسخرية ذاتية بأنها «وهمية» لأنها تدعي أن الرب هو جوهر العقل دون أن تتمكن من إثبات ذلك بعقلانية. ويخلص جاكوبي قائلا:
لكن الإنسان أمامه اختيار واحد: العدمية أو وجود إله. إذا اختار الإنسان العدمية، فإنه يجعل من نفسه إلها؛ أي إنه يجعل من الوهم إلها؛ لأنه في حالة عدم وجود إله، يستحيل أن يكون الإنسان وكل ما يحيط به إلا وهما. أعود وأكرر: إما أن يكون الإله كيانا حيا قائما بذاته، وموجودا خارج نفسي، وإما أن أكون أنا الإله. وهما أمران لا ثالث لهما.
Неизвестная страница