Английская философия за сто лет (Часть первая)

Фуад Закария d. 1431 AH
76

Английская философия за сто лет (Часть первая)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Жанры

والفكرة الرئيسية في فلسفة بطلر هي فكرة التطور أو النمو، ورغم أنه أدخل على هذه الفكرة تعديلات كبيرة، ووسعها إلى حد بعيد، فقد ظلت إلى النهاية مستحوذة عليه. ولقد كان واحدا من تلاميذ دارون، ورحب بأفكار أستاذه بحماسة بمجرد ظهورها، وكانت تعني بالنسبة إليه تجربة تحكمت في توجيه تفكيره التالي. ولكنه لم يكن الرجل الذي يكتفي بقبول أفكار تنقل إليه، أو يدين بها لمجرد كونها هي المسيطرة على الأذهان في عصره، بل إنه - على العكس من ذلك - سرعان ما وجد نفسه معارضا لها في النقاط الرئيسية، ونظرا إلى أنه كان في الأصل واحدا من أوائل أنصارها، فقد أصبح الآن واحدا من أوائل نقادها. ومن المؤكد أن اختبار بطلر النقدي لنظرية الأصل السلالي

theory of descent

هو أرق وأعمق نقد ظهر في إنجلترا حتى نهاية القرن السابق. وهذا يرجع أساسا إلى أن هذا النقد لم يتعرض للمبدأ الجديد من الخارج، أو تطبيق معيار معد مقدما يحكم به عليه، وإنما تعرض له بمعيار يرجع في أصله إلى باطن النظرية ذاتها؛ ومن ثم فقد هدمها وقلبها رأسا على عقب في عقر دارها. ويمكن القول إن بطلر قد استبق بطريقة ضمنية على الأقل - إن لم يكن بطريقة صحيحة - تلك التعديلات والتجديدات التي لم تدخل على الداروينية إلا بعد وقت طويل، وذلك في كتابات نيتشه وبرجسون، والمذهب الحيوي الجديد

Neo Vitalism

والبرجماتزم وفلسفة الطفرة

Emergence ، فهنا كان بطلر، كما كان في نواح أخرى سابقا عصره بمراحل ، ورغم أن حياته تنتمي إلى القرن التاسع عشر، فإن ذهنه ينتمي إلى القرن العشرين .

وليس في وسعنا أن نشير إلى تلك الأفكار النيرة الأصيلة التي ندين بها لبطلر، والتي كانت في عصره جديدة غير مألوفة وأصبحت في وقتنا الحالي شائعة، إلا بطريقة موجزة وبعبارات عامة. ولنبدأ بأبرز النقاط أولا، فقد أدرك بطلر منذ وقت مبكر ببصيرة نفاذة أن مذهب التطور معرض لخطر التيه في بيداء فلسفة مادية آلية قاحلة؛ ومن ثم فقد اتجهت كل جهوده إلى إعادة المذهب إلى طريق التفسير المثالي والغائي للحياة. ولقد اهتدى إلى حليف في شخص الفيلسوف الألماني إدوارد فون هارتمن

E. Von Hartmann ، الذي اتفق معه في أساسيات نقده للداروينية، وإن يكن قد رفض أنظاره الميتافيزيقية فوضع فكرة وجود طاقة خلاقة للحياة مقابل آلية الانتقاء والوراثة، وافترض وجود نوع من القوة الأولية أو الإرادة الأولية التي تسود كل جزء من الكون، وتجمع الكل سويا في كائن عضوي كوني واحد. وهكذا أصبحت الفكرة التي تحتل مكانة الصدارة لديه هي فكرة الحياة بوصفها مبدأ خلاقا، لا تلك الحياة البيولوجية البحتة غير المكترثة بالقيم، وإنما الحياة التي كان لها من القيمة والجدارة المؤكدة ما نسبته النظريات الحيوية المتأخرة إليها. وتتضح أهمية تفسير بطلر للحياة بوجه خاص في بحثه في الذاكرة، وهو الذي كان يشبه بحثا آخر سبق أن قام به أ. هيرنج

E. Hering ،

29

Неизвестная страница