Английская философия за сто лет (Часть первая)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Жанры
أما ألفرد بارات
Alfred Barrett (1844-1881)، فقد كان شغوفا بالفلسفة رغم كونه قد احترف مهنة المحاماة، ونشر وهو لم يزل في الرابعة والعشرين من عمره كتابا أخلاقيا (هو «الأخلاق الفيزيائية
»، 1869)، يتفق مع الأخلاق التطورية في النظر إلى الوجود الأخلاقي للإنسان على أنه ناتج عن تنمية وجوده الطبيعي، وبذلك يكون حصيلة للعوامل والظروف الفيزيائية والبيولوجية والفسيولوجية التي تجعله على ما هو عليه. وتتمثل لدى بارات بدوره بوضوح نزعة المذهب التطوري إلى الخلط بين حدود مختلف مستويات الوجود، وهذا يؤدي به إلى أن يجعل لمستوى «الطبيعة» مكانا بارزا مميزا عن كل ما عداها، ويناظر ذلك في مجال المعرفة تمييز ورفع لمكانة العلوم الطبيعية فوق كل العلوم الأخرى، وعند هذه النقطة يدعو - باسم وحدة المعرفة كلها - إلى ضرورة إدراج الأخلاق بدورها تحت التفكير العلمي، في ظل المثل الأعلى للمعرفة، وهذا هو ما تعبر عنه عبارة «الأخلاق الفيزيائية
»، أي إن أساس العلم هو الطاعة العاقلة لقوانين الطبيعة. وفي هذا الكتاب المبكر تظهر علامات واضحة على مواهب بارات العقلية الفائقة، وهو ينطوي على سمات أصيلة عديدة، رغم أنه لا يزيد في عمومه عن أن يكون مجرد إنتاج متوسط. وقد استمد الكتاب قوة دافعة كبيرة من سبنسر، الذي يسميه بارات أعظم فلاسفة عصره، غير أنه يمضي قدما بهذه القوة الدافعة بحيث تكتسب شكلا مستقلا، غير أن موت بارات المبكر لم يتح له جني ثمار حماسته الفكرية في مؤلف أعظم. ولقد كانت تلح عليه قرب نهاية حياته مشروعات شاملة لمذهب ميتافيزيقي كوني شامل، ونشر ما تم حتى وفاته في كتاب بعنوان «التفسير الفيزيائي لما بعد التجربة
» (1883). وتشهد الأفكار التي يعرضها في هذا الكتاب، بالمثل، على قوة تفكير بارات، الذي كان يسير في اتجاه فلسفة للذرات الروحية، يتردد فيها صدى ليبنتس؛ وبذلك كان يتباعد عن مذهبه الطبيعي الذي قال به في البداية.
ولقد كان آخر تعبير عن الأخلاق التطورية في القرن التاسع عشر هو «أصل الغريزة الأخلاقية ونموها
The Origin and Growth of the Moral Instinct » (1898)، من تأليف ألكسندر سذرلاند
Alexander Sutherland (1852-1902)، وهو صحفي وكاتب كان يعيش في أستراليا، ولم يخض ميدان الفلسفة إلا هذه المرة وحدها، وهو يهتم في كتابه هذا - كما فعل وستر مارك في كتابه - بالبرهنة تجريبيا على وجود حاسة أخلاقية من أدنى مستوى حتى أعلى أنماط الحضارة البشرية، كما يهتم بمسألة مرتبطة بها، هي التقدم الأخلاقي للبشرية. ويرى «سذر لاند» أن الغريزة الأخلاقية الأولى والأصلية هي التعاطف، الذي يرجع جذوره إلى حب الأم، ويلعب التعاطف، حتى في حياة الشعوب البدائية، دورا ضابطا حاسما، ويتمثل موضوعيا في معايير وقواعد متعددة، ومنه تنشأ فكرة الواجب في مرحلة تطورية أعلى، وهذه بدورها تصطبغ بصبغة باطنة، وتتحول إلى الشعور بالاحترام الذاتي. وبعبارة أخرى فأداء الواجب هو نتيجة الاحترام الذاتي الباطن، وليس مجرد فعل يقصد منه المنفعة الخارجية، ويرتد الواجب إلى ضمير باطن، وبذلك تصل الحياة الأخلاقية إلى أنبل تجسد وأعلى تحقق لها.
ولقد كان أهم مذهب للأخلاق التطورية ظهر عند مطلع القرن العشرين هو مذهب ل. ت. هبهوس
L. T. Hobhouse ، وذلك في كتابه «الأخلاق في تطورها
Неизвестная страница