205

Английская философия за сто лет (Часть первая)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Жанры

116

بل إنه أصبح يصرح علنا بإعجابه بمذهب الروم الكاثوليك، وعبر عن ذلك فلسفيا في رأيه القائل إن الحركة المدرسية الجديدة هي تجديد أصيل لروح الفلسفة، وإن تفكير توما الأكويني ما زال حيا، وسيظل له تأثير في مجرى التفكير الفلسفي في المستقبل.

ولا مفر لنا من أن نعرض - ولو بإيجاز شديد - لتفكير تيلور الميتافيزيقي الأول، كما عرضه في كتاب «أركان الميتافيزيقا»، طبعة سنة 1903، فلا حاجة بقارئ هذا الكتاب إلى أن يذهب بعيدا لكي يجد هنا أيضا انفصاما عميقا يفقد المؤلف صفة الاستمرار والاتصال، فكل ما يمكن إيجاده من روابط بين تفكيره الدنيوي في كتابه الأول، وبين تفكيره الديني في فترة نضوجه، إنما هي بضعة روابط خارجية، لا وحدة باطنة، وهنا أيضا تحول «شاءول

Saul » إلى بولس

،

117

ويزداد الانفصال وضوحا إذا ما عدنا بنظرنا إلى الوراء؛ إذ توجد بين كتابه الأول وهذا الكتاب هوة شاسعة في الروح وفي المضمون، بينما لا يفصلهما في الزمان سوى عامين أو ثلاثة. ففي كلا الكتابين كان تأثير برادلي سائدا، ولكن كان هناك - كما أكد تيلور نفسه بعد ذلك بوقت طويل - شخصيتان لبرادلي: إحداهما شخصية الناقد الهدام، والأخرى شخصية المفكر البناء العظيم، بحيث حطمت الأولى ما شيدته الثانية تحطيما. ولا يملك المرء إلا أن يحس بأن تيلور، في فترته الأولى، قد تأثر بهذين الوجهين لبرادلي دون أن يحل ما بينهما من تعارض، بحيث كان الوجه الأول هو السائد في مذهبه الأخلاقي، والثاني هو السائد في ميتافيزيقاه. وإذن فمن الممكن أن نطلق على ميتافيزيقاه الأولى، التي أطلق عليها اسم «المثالية المنهجية»، وصفا موجزا هو أنها مذهب برادلي في المطلق، محذوفا منه نزعته في الشك.

ولكن مذهب المطلق، الذي تركه برادلي في صورة مفككة إلى حد بعيد، قد نظم هنا تنظيما دقيقا صارما، والأقسام الرئيسية في المذهب هنا هي الأنتولوجيا أو التركيب العام للعالم الواقع، والكسمولوجيا أو ميتافيزيقا الطبيعة، وعلم النفس العقلي أو ميتافيزيقا الذهن والمجتمع البشري.

غير أن تنظيم أفكار برادلي لا يكون سوى الأساس والإطار العام لمذهب تيلور الأول، فقد تمكن تيلور - بمرونته وتفتحه وتقبله لما هو جديد - من أن يدمج في كثرة زاخرة من المواد الجديدة، تشمل كل ما كان مدار البحث في ذلك الحين، ويستغلها في أغراضه التأملية. وأوضح المؤثرات ظهورا بعد برادلي: مثالية وورد ورويس، وإن يكن قد أخذ عنها موقفها العام أكثر مما أخذ تفاصيل المذهب، كذلك تأثر إلى حد غير قليل بالاتجاه الذي كان جديدا عندئذ في علم النفس عند وورد وجيمس وستوت ومونستربرج

Munsterberg ،

Неизвестная страница