Английская философия за сто лет (Часть первая)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Жанры
The disappearance of Reality »،
77
وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد كتاب آخر هز الفلسفة الإنجليزية الحالية من أعماقها، وأثار من التفكير، ومارس من التأثير إيجابا وسلبا، مثل كتاب برادلي «المظهر والواقع».
سارت ميتافيزيقا برادلي في طريق تشييد مذهب، ولكنها لم تفعل ذلك بالتحليق الأهوج فوق التجربة، وإنما طبقت الشرط الذي وضعه برادلي في تصدير كتابه «مبادئ المنطق» فقامت ببحث نقدي (أو سمه بحثا شكاكا إذا شئت) في المبادئ الأولى، وقد اشتهرت كلمته المأثورة التي قال فيها: «إن الميتافيزيقا هي العثور على أسباب رديئة لما نؤمن به بالغريزة، غير أن العثور على هذه الأسباب هو بدوره غريزة بنفس المقدار.»
78
فهو يرى - مثل شوبنهور - أن الإنسان «حيوان ميتافيزيقي»، والميتافيزيقا هي ترياقه الأفضل ضد الخرافة القطعية للاهوت المتزمت، وضد سطحية المذهب المادي، فهي سلاح ذهن نشيط متحرر عقليا، يسعى إلى الخلاص من قيود المذهب الجامد، وهي موقف أكثر منها نظرية، وهي إثارة للمشكلات وبحث عنها أكثر منها حلا لها. ومن هنا كان لنا - إذا شئنا - أن نجعل منها ملهاة، وستظل تحتفظ ببعض قيمتها حتى لو أسفرت عن الشك الكامل؛ ذلك لأن الاتجاه إلى الشك له عند برادلي من الفعالية ما للاتجاه التأملي النظري.
وهو يعزو إلى الميتافيزيقا مهمتين: أولاهما طلب معرفة للواقع متميزة عن مجرد المظهر، والثانية تصور العالم عقليا، لا بطريقة مفككة، وإنما من حيث هو كل على نحو ما. هاتان هما الفكرتان الرئيسيتان في نظريته، أما عن الأولى، فواضح أن من المهم تعريف اللفظين اللذين تضمنهما الفكرة، فما هو المظهر
appearance ؟ إنه ليس الظاهري
phenomenal
في البداية على الأقل - سواء فهم هذا الأخير على أنه ما هو معطى في الوعي أو ما هو مقابل الشيء في ذاته - كما أنه ليس أي مجال محدد للوجود أو الفكر مميزا عن أي مجال آخر، وربما كان هو كل هذه معا، ولكنه قبل كل شيء ما نكون إزاءه كلما صادفنا تباينا بين ما هو موجود وما هو موضوع للفكر. وكلما غاص الفكر في متناقضات أو اقتصرت قدرته على إدراك جزء بدلا من الكل، وكثرة بدلا من الوحدة، وشيئا نسبيا بدلا من شيء مطلق، فالمظهر هو ما هو علائقي
Неизвестная страница