Индийская философия: очень короткое введение
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
في الفكر البرهمي، تعني الدارما كلا من النظام الكوني والواجب الشخصي للفرد، كما شرحنا في الفصل الرابع. وفي البوذية، للدارما («الداما» باللغة البالية) معنيان مهمان؛ أولا: تشير إلى تعاليم بوذا؛ فلكي يصبح المرء بوذيا، فإنه يوافق على «الالتجاء» إلى بوذا (أي قبوله واحترامه والولاء له) وتعاليمه (الدارما) وجماعته. ثانيا: وعلى قدر أكبر من الأهمية بالنسبة لنا في هذا السياق، يستخدم مصطلح الدارما للإشارة بشكل عام وغير محدد إلى «كل شيء»، دون تحديد أي شيء عنه. إنه مصطلح مظلي، ينطبق على الملموس أو المجرد، والحاضر أو الماضي، والحسي أو التصوري، والذاتي أو الموضوعي، والحي أو الجماد، والعضوي أو غير العضوي، وهكذا. وقد ظهر المصطلح لأول مرة بهذه الطريقة في المبدأ البوذي القديم الذي يقول: «كل الدارمات أناتا (ليست ذات).» الذي ناقشناه في الفصل الثالث.
لم يرفض أتباع مدرسة سوترانتيكا مشروعية الجهود التي بذلها أتباع الأبهيدارما، لكنهم منحوا الأولوية لتحليل وفهم طبيعة الواقع كما هو موضح في التعاليم الموجودة في الأطروحات العقائدية القديمة (المعروفة باسم السوترات)، بدلا من تطوير تقليد اسكولاستي. وركز تحليلهم على شرح العلاقة بين الإدراك المعرفي للعالم من منظور الشخص وبين الاستمرارية الكارمية. وقالوا إن مكونات هذه العملية التجريبية (الدارمات) غير دائمة، ومتغيرة، و«لحظية»، وليس لها أي نوع من الوجود المتأصل. وبتبني هذا الموقف اشتبك أتباع مدرسة سوترانتيكا مع أتباع مدرسة سارفاستيفادا على وجه الخصوص، الذين تستند رؤيتهم للعالم إلى الأبهيدارما الخاصة بهم استنادا تاما، تلك الأبهيدارما التي تمثل عملا شاملا يسعى إلى إثبات أن «كل شيء موجود»، وهذا هو معنى «سارفا أستي».
واستكمالا للتحقيقات فقد ربط أتباع الأبهيدارما لكلتا المدرستين مبدأ «اللاذات» عمليا وعلى نحو حصري بالبشر بدلا من كل أشكال الدارما على حد سواء. وفعلوا ذلك من خلال قول إن البشر لا يتكونون من ذات مستقلة بل يتكونون من خمسة أجزاء مكونة متعايشة معا تسمى «سكاندات» («كاندات» باللغة البالية)؛ وهي التركيبة الخماسية نفسها التي فسرناها في الفصل الثالث باعتبارها الملكات المعرفية. تلك المكونات نفسها كانت خاضعة لتحليل الدارما، لكنها كونت المبدأ الذي بموجبه رفض البوذيون أي زعم من قبل الآخرين يقول بوجود أي نوع من الذاتية البشرية المستقلة أو الدائمة.
وكان أتباع مدرسة سارفاستيفادا منشغلين أيضا بالتفكير على وجه الخصوص في حالة واقعية الدارما فيما يتعلق بالاستمرارية؛ فانشغلوا بعدة أسئلة من قبيل: كيف يمكن أن يوجد أي رابط سببي بين دارمات غير دائمة؟ كيف يمكن للمرء فهم العلاقة التبادلية بين عدم الديمومة والاستمرارية؟ وأجابوا عن هذه الأسئلة بأن زعموا أنه على الرغم من أن كل الدارمات مؤقتة، وأنها توجد لوقت يكفي فقط لإحداث الاستمرارية، فإنها توجد أيضا بالفعل في كل «الأنماط الزمنية»؛ في الماضي، وفي الحاضر، وفي المستقبل. وعزوا إلى الدارما «جوهرا» مستمرا أساسيا («سفابهافا»، «وجود ذاتي»)، وتمادوا حتى وصفوها بأنها «مواد».
وأجرى أتباع أبهيدارما تيرافادا تحقيقهم عن الدارمات ليس فيما يتعلق بالأنماط الزمنية ولكن من خلال تصنيف كل جوانب التجارب فيما يتعلق بأنواع الدارمات. وبهذه الطريقة سعوا إلى فهم سبب وجود فوارق مهمة، من الناحية الظواهرية، بين الجوانب المادية والمعنوية للتجربة على سبيل المثال. وفي العموم، يصنف مفكرو التيرافادا الدارمات إلى حوالي 28 فئة «مادية» و52 فئة «ذهنية»، بالإضافة إلى الوعي. وكان هدف الممارسين هو تعلم ملاحظة وتحليل تلك الدارمات في حالات التأمل، وبهذه الطريقة يصبح اكتساب البصيرة أكثر سهولة.
تراجع البوذية في الهند
على مدار ما يقرب من ألف سنة بعد وفاة بوذا، ازدهرت البوذية في الهند. وخلال حكم الملك الماوري أشوكا، في القرن الثالث قبل الميلاد، أصبحت البوذية الدين الرسمي للهند، وأغدق المال ببذخ على جماعات الرهبان البوذيين؛ وأدى هذا إلى تشكيل قاعدة قوية لجماعات الرهبان مكنت من تكاثر الأفكار فيها وانتشار التعاليم البوذية منها. وعلى مدار قرون، لعب الفكر البوذي دورا كبيرا في الحياة الدينية الفلسفية في الهند، وأسهم بمجموعة من الأفكار الجديدة والمعقدة، وكذلك الآراء النقدية ووجهات النظر، ونقل الكثير من هذه الأفكار والآراء النقدية ووجهات النظر إلى دول أخرى مثل سيلان (سريلانكا حاليا)، والصين، والتبت (ومن خلال هذه البلدان وصلت إلى جنوب شرق آسيا وإلى الشرق الأقصى)؛ مما جعل البوذية إحدى الديانات الكبرى في العالم، ولا يعرف على وجه التحديد كيف أو لماذا انتهت البوذية فعليا في الهند. ويوجد عدد من الاحتمالات؛ من بينها أن عدد الرهبان البوذيين قد أضحى أكبر بكثير من عدد العوام الذين يعتنقون الديانة؛ ومن ثم لم تعد قادرة على الاستمرار، ومن المحتمل أن يكون انتشار الطوائف الدينية داخل ما نطلق عليه حاليا الهندوسية قد جذب الكثيرين بعيدا عن البوذية، ومن المحتمل أن تكون حياة الرهبان في الأديرة قد شهدت نوعا من التدهور استمر لفترة طويلة؛ مما أدى إلى تدمير الديانة ذاتيا. ومن المؤكد أنه عندما استقر المسلمون في الهند، من القرن الثامن الميلادي فصاعدا ، تمكنوا دون صعوبة من إزالة بقايا البوذية في الهند، وفي ذلك الوقت كانت الأديرة البوذية عرضة للدمار الشامل الذي عانت منه على يد محطمي الأصنام المسلمين.
وعلى الرغم من أن تيرافادا لم تنسب مطلقا أي نوع من الجوهر للدارمات بأي شكل من الأشكال، مثلما فعلت مدرسة سارفاستيفادا؛ فإن كلتا المدرستين ذواتي الأبهيدارمات تحدتا أتباع نيايا فايشيشيكا فيما يتعلق بطريقة فهمهم للعلاقة بين المظهر المعرفي للأشياء وحالتها الوجودية، بالإضافة إلى حالة الصفات، والخصائص العامة والخاصة، وهكذا. وركز نقد الأبهيدارما على الطبيعة والكمية الوافرة من الذرات التي يفترضها أتباع نيايا فايشيشيكا. وقال أتباع المدرستين إنه من الخطأ ومن غير الضروري تصنيف عدد كبير من العوامل كأنواع منفصلة من الذرات، فالصفات والخصائص العامة على سبيل المثال كانت جزءا من الحدث المعرفي - جزءا ضروريا بالنسبة له، لكنها ليست فئات وجودية منفصلة. وفي نقدهم للاستقلالية والأبدية المطلقة للذرات، ركزت إحدى الحجج الأساسية لأتباع أبهيدارما على استحالة انضمام ذرات غير مكونة من أجزاء بعضها مع بعض لتكوين الأشياء المختلفة التي نشهدها، فإذا كانت الذرات غير مكونة من أجزاء، فكيف يمكن لجزء من الذرة س أن يلتصق أو ينضم إلى جزء من الذرة ص؟ علاوة على ذلك، فقد نفوا الزعم بأن الإدراك هو ما يكون الحقيقة الأبدية للمدركات، وكذلك نفوا أن المدركات عبارة عن ذرات تندمج معا لتكوين كيانات كلية «خاصة» منفصلة على نحو واضح، أما الزعم الآخر الذي أوضحه أتباع أبهيدارما فقد نفى إمكانية إدراك الأجزاء بالإضافة إلى الكليات نفيا مطلقا. وعلى أي حال، فأي شيء ندركه لديه حالة ظواهرية مؤقتة فحسب. ويضم تراث كتابات نيايا فايشيشيكا ردودا على تلك الآراء النقدية وغيرها، ويوضح الطريقة التي عدلوا بها أو أكدوا بها على بعض النقاط العقائدية الخاصة بهم بناء على ذلك.
ونظرا لأن مفكري الأبهيدارما ورثوا من المراحل الأولية للبوذية تعاليم كانت أبعد ما تكون عن الوضوح الفلسفي، وكانت على أية حال مهتمة في المقام الأول بالفعالية الخلاصية التي تحققها؛ فقد تعامل مفكرو الأبهيدارما مع موقفين متلازمين ، تمثل الموقف الأول في اعتقادهم أن التقليد البوذي الذي يتسع نطاق انتشاره كان في حاجة إلى أن يقدم لأعضائه الممارسين تمثيلا لتعاليمه يتسم بقدر أكبر من التفصيل والمنهجية؛ لتحل التفسيرات القاطعة محل الغموض العقائدي، وفعلوا ذلك من خلال الاستعانة بمجموعة معايير تقنية بداية من التحليل اللغوي وحتى الممارسات التأملية. أما الموقف الثاني فكان اكتساب الميل إلى تقديم التعاليم على نحو منهجي لإثبات صحة وترابط تلك المعايير بالنسبة لهم، وليمكنهم أيضا من التعامل على نحو أسهل مع المزاعم المعارضة التي يطرحها الغرباء حول موضوعات مشابهة. وإلى حد ما، كان مفكرو الأبهيدارما مجبرين تقريبا على اتباع نظام معين يقوم على تحليل وتصنيف الدارمات إلى فئات كي تصبح تعاليمهم من الممكن مقارنتها بتعاليم مفكري نيايا فايشيشيكا.
الخواء وكمال الحكمة
Неизвестная страница