Индийская философия: очень короткое введение
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
ويرتبط معنى كل كلمة من هذه الكلمات بالصيغة النحوية للجملة ككل؛ فعلى سبيل المثال، لو كانت الجملة سالفة الذكر هكذا: «النيران تطهو الجاودار»، فالمعنى المختلف لكلمة «نيران» (أكثر من نار واحدة) وكلمة «جاودار» (مادة مختلفة توضحها كلمة مختلفة) يعني أن تلك الجملة في مجملها تنص على أمر مختلف عن جملة «النار تطهو الأرز»؛ ولهذا السبب كان من المهم معرفة أمرين: أولهما هو معنى كل كلمة، وهذه هي وظيفة علم أصول الكلمات، وثانيهما هو طريقة عمل القواعد النحوية؛ كي نفهم الجملة بأكملها. «شعرها كان ضوء شمس رائقا.» هذه الجملة لا يمكن فهمها فهما حرفيا؛ لأنه من غير الممكن أن يكون الشعر فعليا ضوء شمس. وإذا حللنا الجملة وفقا لقواعد علم أصول الكلمات وقواعد التراكيب اللغوية (معنى الكلمات المرتبطة بصيغة لغوية)، أصبحت الجملة مرفوضة باعتبارها خاطئة. ورغم ذلك، فمن الممكن فهم هذه الجملة بواسطة قواعد «الاستخدام»، وعندها ستفهم باعتبارها استعارة. وعند هذه الحالة سيعرف أن المقصود هو أن الشعر في هذه الجملة كان أصفر اللون وساطعا ولامعا، يتوهج أو يتلألأ في الضوء على الأرجح، وأن الجملة لا تزعم أن الشعر يتحول إلى ضوء الشمس.
سنناقش تقليد ميمانسا بشكل أساسي في الفصل الثامن؛ لأن ازدهار التقليد جاء في مرحلة لاحقة، لكن فهم بدايات التقليد سيكون مفيدا بالنسبة لنا في هذه المرحلة؛ نظرا لتأثيره على مدارس الفكر الأخرى في القرون اللاحقة. وكان هدف جايميني، المدون في ميمانسا سوترا، هو فهم النصوص الشعائرية الفيدية باعتبارها واضعة قوانين الدارما. وكما ذكرنا في الفصل الأول، فإن الدارما هي النظام الكوني الذي يستمر من خلال الأداء الصحيح للقربان، ذلك القربان الذي يعتمد بدوره على الحفاظ على النظام الاجتماعي الطبقي المطلوب. وباعتبار جايميني، مؤول نصوص الدارما، فإنه عرف الدارما بأنها ذات طبيعة آمرة، وهذا يعني أنه فسر النصوص الفيدية على أساس معناها الإلزامي في المقام الأول؛ فهذه النصوص تخبر المرء بما يجب أن يفعله، أو ما يجب ألا يفعله في واقع الأمر، أثناء تقديم القربان. والفكرة الأساسية هنا أنه رأى النصوص في ضوء أنها المحرض الوحيد على الفعل (الأفعال)؛ ولذلك فكل ما هو موجود في تلك النصوص يجب أن يفهم حرفيا على أنه تعليمات لفعل أمور معينة، أو يفهم على أنه يمثل شيئا مرتبطا بهذا الغرض. ووفقا لذلك استخدم معايير نحوية لشرح الطريقة التي يجب أن تفهم بها الجمل كي يكون لها معنى إلزامي، وشكك في وجود معنى لأي شيء لا يمكن تفسيره بهذه الطريقة، وبالتأكيد شكك في المرجعية المتعلقة بالهدف من القربان الفيدي.
الدارما
تحظى الدارما بأهمية محورية في التقليد البرهمي، ومن الصعب ترجمة هذه الكلمة دون أن نخطئ في التعبير عن معناها الحقيقي؛ ولذلك فمن الأفضل محاولة فهمها كمفهوم. ويمكن فعل ذلك على «مستويين»؛ فمن الناحية الكونية المكبرة تشير الدارما إلى النظام الكوني كله، فكل ما هو موجود يعد جزءا من الدارما على هذا النحو. وإذا لم تكن الأمور كما ينبغي لها أن تكون، أو غير منظمة على أفضل نظام ممكن، فهذا يعني وجود حالة اضطراب أو «أدارما»؛ أي خلل في الدارما.
والحفاظ على الدارما يتم من خلال طريقتين؛ إحداهما: أداء طقوس تقديم القرابين وفقا للتعاليم الفيدية. والأخرى تتمثل في الأفراد الذين يعيشون وفقا لمكانتهم الاجتماعية الشعائرية وأداء ما ينبغي لهم فعله للحفاظ على المستوى الأمثل من الوضع الحالي في التسلسل الطبقي الاجتماعي. وتشكل هاتان الطريقتان «المستوى» الثاني لفهم الدارما؛ حيث يمكن للمرء رؤية الجانب الإنساني المصغر من الدارما، الذي يشير إلى واجبات الفرد. ويطلق على الدارما الفردية «سفا دارما»، وتعني «الدارما الشخصية» للفرد؛ ولذلك يعد الأداء الصحيح للدارما الشخصية للمرء ضروريا من أجل الحفاظ على الدارما الكونية والحيلولة دون حدوث الخلل (أدارما).
وضعت قواعد الدارما الشخصية بقدر عال من التفصيل بداية من القرن الثاني قبل الميلاد في نصوص تعرف باسم «دارما شاستراس»، وتعني أطروحات حول واجب الدارما.
وعلى مستوى فلسفي أكثر عمقا، شهد القرن الثاني قبل الميلاد التأويل الذي ساقه مؤول النصوص الفيدية جايميني للنصوص المبكرة للدارما، وهي النصوص الأكثر قدما التي تدون الطقوس الفيدية. وقال جايميني إن كل النصوص الفيدية تتكون من تعليمات حول الأمور الواجب فعلها، وعرف الدارما في هذا السياق بأنها «الأمور الواجب فعلها.»
ومن ناحية «دينية» أكثر تخصصا في التقليد الهندوسي، فإن الخلل في الدارما (أي «أدارما») يوجب ويحفز التدخل الإلهي. وعلى سبيل المثال، في النص المعروف باسم «بهاجافاد جيتا» يقول أحد الأشكال المجسدة للإله الأعلى: «في أي وقت يحدث خلل في الدارما سوف أبرز في حيز الوجود، عصرا بعد آخر.» «بهاجافاد جيتا»، المجلد 4، (مثال معادة صياغته)
لقد فهم جايميني أن الأوامر ترتبط ارتباطا مباشرا بالأسماء الموجودة في العالم المتعدد. واعتمادا على أعمال النحويين، فهم جايميني أن معنى الكلمة يرتبط بوجود الشيء الذي تشير إليه؛ فعلى سبيل المثال، إذا قال المرء: «بقرة»، فمن أجل أن يكون لهذه الكلمة معنى لا بد أن يوجد ذلك الشيء المسمى بقرة. وعلى هذا النحو، فإن الأوامر الموجودة في الفيدا تعني ضرورة وجود المكونات الضرورية لتنفيذ تلك الأوامر؛ فعلى أقل تقدير يجب وجود الفاعل والمنتج في كل حالة، وهذا يعني أن النصوص الفيدية أثبتت، على نحو يعتمد عليه، كلا من حقيقة الكون الذي تشير إليه تلك النصوص، وأيضا صحة الأوامر اللازم تنفيذها من أجل الحفاظ على استمرارية ذلك الكون.
وبخصوص تعليم الأوبانيشاد الذي ينص على أن التحرر يتأثر بمعرفة الهوية الجوهرية للذات وللكون، قال جايميني إنه يجب اعتبار معرفة المرء لذاته، كمؤد للقربان في إطار علاقته بالكون الذي يستمد بقاءه من أفعال المرء، بمثابة أمر من أوامر الفيدا. وفسر الفقرات التي تنص بوضوح على وحدة الوجود بأنها استعارات، وبذلك يكون جايميني قد نفى عدم توافقها مع واقعية النصوص الشعائرية. وفي واقع الأمر، قال جايميني إن كتابات الأوبانيشاد أثبتت حقيقة تعددية الذوات الفردية، التي تحتاج كل ذات منها إلى معرفة أنها توجد كفاعل.
Неизвестная страница