ᵒᵒᵒᵒᵒ
(حرف الهاء)
هندبا قال ابن وحشية البستانى فيها قوة يعمل بها لانه يبقى المسك واللحمان كلها فى شدة الحر لا تفسد وذلك بان تعمد الى اناء من خزف فتدلك داخله وخارجه بورق الهندبا بللا جيدا وان دق ورق الهندبا ودلك بالراحة على الاناء كان ذلك جيدا ثم يوخذ على الراحه زيت اخضر فيطلى به الاناء فوق الماء المطلى به الهندبا ثم ليجعل فى الاناء ما يريد ان لا يفسد فانه يبقى اياما لا يتغير ولا يفسد وبين الهندبا والديك موافقة ظريفة وذلك ان الديوك كلها وخاصة الابيض اذا اخذ انسان شيئا من ورق الهندبا البستانى فلففه لفائف صغارا ولقم الديك تسع لقم فى ثلاثة ايام كل يوم ثلاثة لقم وليكن هذه الايام الاربعاء فان الديك يالف ذلك الانسان الذى لقمه الفا شديدا حتى اذ رآه انس به ولم ينفر منه وهذا من ابواب تسخير البهائم واظن ان هذه الهندبا تحتاج الى تنجيم حتى يتم به هذا العمل ورايت فى الخواص من رءا الهلال فقال عند رؤيته نذرت لله ان لا اكل هندبا ولا لحم فرس لم يؤلمه ضرسه فى ذلك الشهر فصل اعلم ان كل ما فى هذه المنابت المذكوره البرية والبستانيه فيه طعم كريه مانع من اكله مثل المرارة والحرافه وشدة القبض والعفوصه فان هذه الطعوم وغيرها تزول بانقاعه بالماء يوما وتغييره عنه مرتين ثم طبخه بما فى غير الما الذى نقع فيه مرتين ايضا فان كل طعم كريه يزول عنه بهذا الفعل واما ما كان فيه حرافة فقط لا تخالطه مرارة ولا عفوصة مثل البصل والكراث فقد يكفيه ان يخلط بالماء الذى ينسلق فيدخل حامض فانه يزول عنه ذلك وان اردت اخراج حموضة بعض المنابت او الثمار مثل الحصرم اذا كثر فانه اشد الثمار حموضة وحماض الاترج والرمان الشديد الحموضة والسفرجل الفج كذلك والاجاص الفج والباذنجان الشديد الحمض ان ينقع هذه فى ماء عذب قد القى فيه ملح كثير صاف ثم يطبخ بالماء والملح ويبدل ماؤه وملحه مرارا فان الحموضة تزول عن هذه كلها بهذا النضج واما صفريت فانه اشار فى الاشياء كلها الحريفه الشديدة الحرافه بانه يزول عنها بالادهان والاسخان فان كان الزيت ودهن السمسم والسمن يكثر حروفها وحدتها وذلك بان تطبخ على نار جمر لا تكون مشتعله ببعض هذه الادهان مع يسير من الماء العذب فان الماء يدخل فيها بالحرارة ويدخل الدهن معه فيصطلحان بالماء والدهن تلك الحرافة والحدة ويزيلها كلها قال وينبغى فى هذه الاشياء الحريفه الحادة ان تطبخ بالماء والدهن كما وصفنا فاذا مضى عليها اربع ساعات او خمس فليذق منها فان كان فيها طعم حاد لذاغ حريف فليداوم طبخه وان كانت تلك الطعوم ذهبت عينها فان كان ذلك المطبوخ سبيله ان يؤكل مع بعض الماء الذى طبخ فيه فاتركه فى الماء حتى يبرد والا فاخرجه وحده من الماء وهو حار لا يتركه فى الماء حتى يبرد واما ترتيب الفواكه فى الاكل هل يقدم على الطعام ام لا فنقول قد جمع المرحوم العلامه الشيخ على الاجهورى ما يقدم على الطعام من الفواكه وما يوخر فى ابيات فقال .:. .: قدم على الطعام توتا خوخا .: ومشمشا والتين والبطيخا .: .: وبعده اجاص كمثرى عنب .: كذلك رمان ومثله الرطبا .: .: ومعه الخيار والجميز .: قثا تفاح كذاك اللوزا .: قلت ولا تظن ان الترتيب يخص الفواكه بل يعم سائر الاطعمه قال فى الكشكول ان سوا الترتيب فى الاكل تقديم سريع الهضم على بطيئه لان السريع ينهضم ويبقى فى المعدة ولا يجد سبيلا الى الخروج حتى ينهضم الغليظ لوقوفه فى طريقه ويفسد وقال النفيسى فى شرح الاسباب والعلامات سواء الترتيب عند بعضهم تقديم اللطيف على الغليظ فانه ينهضم اللطيف للطافته ولقوة هضم قعر المعدة واذا انهضم انفتح البواب بالضرورة ليخرجه الى الامعاء فيصحب(؟) شيئا من الغليظ قبل الهضم ويتولد منه السدد فى الكبد ولو قدم الغليظ لكان فى قعر المعده اقوى فكما ينهضم الطيف بالهضم الضعيف ينهضم بالهضم القوى فيتكافآ الهضمان من غير ضرر والحق ان التفاوت بين الغليظ والضعيف فى قبول الهضم ان كان على مقدار تفاوت قوة هضم اسفل المعدة واعلاها لم يكن فى تقديم الغليظ ضرر وكذا ان كان التفاوت بينهما فى الانهضام اكثر من ذلك لكن ان كان الرمان الذى بينهما يتدارك ذلك التفاوت لم يكن هناك ايضا فى تقديمه ضرر اما اذا كان بينهم التفاوت اكثر من ذلك والزمان اقل من ان يتدارك التفاوت كان فى تقديمه ضرر بالضرورة
Страница 137