نخيل نقل السيد محمد كبريت ان النخل نقل الى الاقاليم من فارس وكان ينبت فيها بنفسه وقال السيوطى فى كتاب حسن المحاضرة كل نخلة على وجه الارض منقولة من الحجاز نقلها النماردة الى الشرق ونقلها الكنعانيون الى الشام ونقلها الفراعنه الى باب النون وحملها التبابعة الى اليمن وعمان ويزرع ويغرس نوى ونسيلا من شمس الحوت الى شمس الجوزا وغرس النوى بحيث يجعل طرفه الغليظ مما يلى الارض ونقيره الى جهة القبلة وان غرس فلينظر اخر البلحه فباطن قوسه تحت النقير والطرف الرفيع هو المتعلق بالقمع وفى المحيط ينقع النوى فى ماء عذب حتى يتفرق ثم يجعل فى حفائر ثلاثا او خمسا او سبعا باليد اليمنى فاذا تمت ثلاث سنوات صلح للنقل وقيل ينقع فى بول البقر ثم يجفف ثلاث مرات ويغرس فتحمل كل واحدة مقدار نخلتين ومتى زرع النوى مجردا انقلب الى نوع اخر واذا نقع فى الماء ثمانيه ايام جاء بسره احمر واذا حملت لم تغسل لاشتغالها بالحمل عن الغسل وتقبل اللقاح من فحل دون فحل وتحتاج الى التلقيح اكثر من مرة وتقبله مرة دون اخرى كالمراه تحمل من رجل دون رجل وتعلق بمرة وقد لا تعلق بمرار كثيرة ومتى اخصبت النخلة لم تحمل كالسمن المفرط فى النسا يمنع الحبل وعلامته كبر راسها وغلظ سعفها وكثرة ليفها وشدة خضرتها بحيث تضرب الى السواد وعلاجها زبل الادمى بتراب سحيق وقطع بعض عروقها وتعطيشها ومنه عقيم لا يحمل ومنه ما يحمل سنه بعد سنه وعلته غلظ رطوبته وجموده وعلاجه ايقاد النار ست ساعات بجريد النخل وخوصه على ذراعين منها اربع مرات ثم تزبل بزبل الادمى والحمام ومن سر الطبيعة انه اذا بنى بجانبها حائط مالت الى جهة الفضا عنه ومدت براسها وكذا لو زاحمها غرس مالت الى جهة الفضا ولو احاط بها الغرس ضعف نموها واذا تقارنت ذكورها واناثها حملت حملا كثيرا والقحتها الريح وربما قطع اليفها من الذكور فلا تحمل لفراقه ومن الموانع الحزن لعطش او لادمان شرب وعلامته ان يضرب ليفها الابيض الى حفره كدره وعلاجه زبل بقر يذاب بماء عذب ويطلى به على جمارتها من السعف ويصب منه فى قلبها وتعطش ثم تسقى قليلا ويعلق عليها صحيفه نحاس وزنها منوان ومن عجيب امرها انك اذا اخذت نوى نخلة وغرست منها جاءت كل واحده لا تشبه الاخرى واذا نقع النوى فى بول بغل وغرس جاء فحولا واذا اخذ نوى البسر الاحمر وحشى فى التمر الاصفر وغرس جاء بسر اصفر وبالعكس واذا ظهر بعض عروق النخلة من الجزع وقعت من دونها وغرست فانها تنبت كانها ودية والتى لم تظهر عروقها تضرب اوتادا فى جوانبها وتشك ويجعل عليها التراب والماء الى ان تضرب عروقها فيقطع من دونها فتغرس فتنبت وقال ابن وحشية اما وقت زرعه من النوى فهو من اواخر الحوت الى اواخر الجوزا وكذلك غرس نسيله وان زرع فى غير هذا الوقت او غرس ربما صح لكن هذا الوقت اجود ومما زرع فى هذا الزمان فينبغى ان يحفر له حفاير صغار بعد كل واحدة عن الاخرى ثلاثة اذرع تامة ثم يلقى ثلاث نويات او خمسه او سته فى الماء العذب حتى تفرق ثم تجعل فى الحفاير على هذا العدد الذى ذكرناه ويغطى بمقدار شبر مفتوح ترابا ويغمر على التراب التى عطى به باليد اليمنى غمرا شديدا او متوسطا ويسقى الماء فان عمل هذا فى الحمل كان فيه برد فينبغى اذا نبت ان تغطى بالبوارى والحصر والسعف فان النوى ينبت ويطلع من كل نواة خوصه واحده مدرجه فى طولها وتعلق فاذا مضت ثلاثة او اربعة او خمسة ايام او اكثر على مقدار طبع النخله التى ذلك النوى منها طلعت خوصه اخرى اصغر من الاولى ثم يطلع بعدهما خوصه ثالثه تورى انها طلعت من وسط الاثنين الاوليين ثم يعلو هذا الخوص ويستدير ساقه ويطول ويغلظ وقد ذكروا فى زرع النوى اراء ثلاثة قيل ينبغى ان يغمر قبل زرعه فى بول البقر ثم يزرع و(؟) لا يتحول عن اصله وان جميع نوى النخل اذا زرع مجردا عما كان البسر به من البسر او الرطب فانه يتحول فيخرج من نوى كل واحدة شئ لا يشبه حمل امها فمن اراد ان يخرج من نوى البرنى برنى فليغمسه فى بول البقر ثم يجففه فى الهوى ثم يغمسه ويجففه ايضا ثلاثا ثم يزرعه وقيل اذا اردت ان لا يتحول عن اصله فازرعه بلحاه كما هو يعنى تجعل الرطبة كما هى وكذلك البسرة والتمر كما هى ثم يفلحونه ويسقونه حتى ينبت واما غرس الودى فينبغى ان يطرح فى الحفير التى حفرت للودية سئ من سرجين ومن خرء الناس ومعه زبل الحمام ثم يجعل الودية فوق هذا الزبل وطم بالتراب وتسقى الماء وقال فارس(؟) ينبغى ان يلقى فى حفيرة الودية قبل وضعها شئ من سرقين الحمير حارا كما يروثه الحمار او بعد زمان قصير ثم يجعل الودية فوقه وتطم بالتراب فى اصلها فوق السرقين ويداس التراب بالارجل ثم يسقى الما حتى يقف فى اصلها فان ذلك معين على نباتها وبعض اهل البلاد يتولون فى اصل الفلسان يعنى الودايا اذا غرسها اياما يرون ان ذلك معين على نباتها وان اخذ من ورق الكرم شئ فجمع والقى عليه شى من ورق الخس وجزء من خرء الانسان والحمام وعفن الجميع احدى وعشرين يوما يبول عليه الاكره ويقلب دائما ثم يجمع ويبسط حتى ينشف ثم يوخذ من خشب الكرم فيحرق مع سعف النخل ويخلط ذلك بالتزبيل المعفن ويزبل هذا النسيل وقت زرعه يجعل فى حفاير ويغرس فوقه ويزبل به اصولها فهو نعم العون على نباته واذا استعمل هذا لا يخلف واحدة عن النبات وينبغى ان ينقل النسيل ويوضع فى مغارسه يوم الاثنين يكون ذلك ابتداوه ويكون القمر زائد النور فى اقبال الشهر ومنذ يفارق القمر الشمس الى عشرين تخلو منه ويكون الواضع للودية فى مغرسها رجلا مرطوب المزاج فيه انوثه وعيولة بدن يغرسه وهو ضاحك مسرور وينفعل ذلك وان لم يكن حقيقة فيمزح ويفرح فان هذا قد جربناه فوجدناه صحيحا لا يختلف واعلم ان الودية بعد غرسها بدورة واحدة من دور القمر وهو سبعه وعشرون يوما وكسور اذا بال الاكره فى اصلها دائما نبتت ونشات بسرعة وطلع سعفها كثيرا واعلم ان الودية اذا وقعت بعد غرسها فلم يظر منها انتشار ولا نبات واجتمع سبعه انفس فاخذ كل واحد منهم انبوبه من القطب الغليظ الواسع ثم نفخوا فى تلك الانا نفخا يصل منه ما فى افواههم الى لب الودية وعدوا ما ينفخونه فكان الف نفخه او اقل او اكثر على حسب ما يتفق وفعلوا هذا سبعة ايام متوالية حتى يكون مبلغ النفخ سبعة الاف نفخه فى سبعه ايام من سبعة رجال حديث اسنانهم ليس فيهم شيخ ولا كهل ان تلك الودية تنشو وتشد وقد ورد فى الحديث اكرموا عماتكم النخل قال السيد كبريت وانما سميت عمة لانها خلقت من فضله طينه ادم عليه السلام ومن خواصه ان النظر اليه يسر القلب ويسرى الكرب ويبسط النفس ويحد الحدس ومرجو من خوصه ان يقطع رائحة الثوم والكرات مضغا ونواه اذا على فى ماء الى ان يذهب نصفه نفع شربه من حرقة القضيب ومن منافعه ان من كان لا يرزق شيئا من الاولاد لعله فيه فلياكل من طلع النخل الذكر الذى يوريه فانه يعقد منيه ويكون سببا لمجى الولد باذن الله تعالى اذا كان المانع منه لا من المراة وكيفية معرفة المانع من ايها هو ما ذكره الرازى ان تتحمل بثومة فى قطنه ويمكث سبع ساعات فان فاح من فمها رائحه تعالج بالادوية فانها تحمل والا فلا قيل وهى مجربه ومثله كما فى كنز الاختصاص معرفة البكر من الثيب ان يعجن ثوم بعسل نحل ويلطخ به شعرها ويترك تسع ساعات ثم تلبس ثيابا غير الاولى وتستنشق نكهتها فان شممت رائحة الثوم فهى ثيب والا فبكر وقريب منه اذا اردت تعلم المراة حامل بذكر ام انثى فانظر كفيها فان كانتا مائلتين الى لون الخضرة فانثى او صافيتين فذكر ومن منافع النخل ايضا انه اذا خيف موت الفجاة فى زمان الوبا وغيره فليتعاهد شم رائحة الطلع او قشره بان يكسر قشره ويشم موضع الكسر فانه يقوى القلب تقوية يدفع بها القلب عند وقع الحوادث وانصباب المواد اليه التى هى من اسباب موت الفجاة فان كان ذلك فى زمان لا يطلع فيه الطلع ولا قشره فشم رائحة الجمار الذى قلع من النخلة منذ يومين او ثلاثة فان ذلك اذا شم كسيره قام مقام قشر الطلع ومن طبع ثمار النخل كلها انه اذا غسل بها جميع الاثار الموثره فى الثياب والبسط فغسلت بماء الاشنان والتمر او الرطب قلع تلك الاثار وان اخذ انسان الاشنان الصحيح فدقه دقا قريبا من طحن بل دقا جرشا والقى فى اناء وصب عليه الماء العذب وطبخ طبخا بليغا حتى تخرج قوة الاشنان فى الماء ثم القى عليه التمر وهو حار يغلى وشاله بعود حتى ينحل التمر كله فى الماء ويخلط به اختلاطا جيدا ثم غسل بهذا الماء اى اثر كان فى ثوب او بساط مما كان من الصوف والقز والكتان او القطن قلع ذلك الاثر كله قلعا سريعا وكذلك يفعل الخل اذا طبخه بالاشنان وغسل بهما الاثار قلعها كلها الا ان التمر والدبس مع الاشنان المغلى يكون قلعه ابلغ ويكون المغسول انقى وان جعل فى الماء الذى يطبخ به الاشنان المدقوق خل وماء ممزوجان وطرح فيه التمر من اول طبيخه حتى ينحل فيه جدا او تخرج قوة الاشنان والتمر فى الماء ثم صفى الماء تصفيه جيدة وغسل به الثياب الموثر فيها الاثار قلع تلك الاثار قلعا بليغا وان اخذ هذا الماء فصب على قلى ونوره ونقع ذلك يوما وليلة وصفى الماء تصفية جيدة وغسل به الثياب الوسخة كان فى قلع الوسخ كالصابون الخام واعلم ان الخوص الابيض من لب النخله او الذى هو لب النخلة نفسه اذا مضغ واجتمع الريق فى الفم يمضغه ثم مجه الذى مضغه فى العين الذى اصابتها طرفة فاحمرت نفعها جدا وقد ورد فى الحديث الشريف من تصبح فى كل يوم بسبع تمرات لم يضره فى ذلك اليوم سم ولا سحر قال المرجانى فى تاريخ المدينه السم كل ما يخالف بجوهره عند ملاقاته قال ابو الحسن الفيلسوف والفرق بين السم والدوا القاتل ان السم لا يكون الا من حيوان وما يقتل من غيره يسمى دوا قاتلا وقد وضع ابن وحشية فى ذلك تضعيفا وذكر ان منها ما يقتل بالشم ومنها ما يقتل بالشرب او الاكل او بالنظر فقط او بالسمع واطلق على جميعها اسم السم فدخل ما هو من حيوان او دوا مركب فقوله عليه الصلاة والسلام لم يضره سم يدخل تحته جميع انواع السموم وقد قيل ان بعض العلما كان يحمل بندقه وعفصه فالبندقه تدفع العقارب والعفصة تمنع طلوع الدمامل وقيل من نظر للسيهى وهى نجم خفى مقارن لبنات نعش لم تلسعه عقرب ولا حية تلك السنة وقيل من علق عليه الغاريقون لم تلسعه عقرب انتهى وسنعقد ان شاء الله تعالى فصلا فى ذلك فى اخر الكتاب ومما ابتلى به اهل المدينة المنورة شراء الودايا مع الحكم بغالب الظن ان البائع لا يملكها لغلبة النخيل الموقوفه على المملوكة بها وعدم توقف الفلاحين فى التصرف واقل ما يناله الانسان من العقربه عدم صلاحها او عدم بلوغ الغارس الانتفاع نثمرتها وهذه محر(؟)عمت والخلاص منها من اسهل الاشيا يقال ان سبكتين سال بعض ملوك الهند عن سبب طول اعمارهم مع جحدهم الصانع وتكذيبهم الرسل وقصر اعمار ملوك الاسلام مع التصديق والاسلام فقال ملك الهند للرسول ما اعطيك الجواب حتى تقطع هذه الشجرة المثمرة فضاق صدر الرسول وتعلقت همته بقلعها فبد قليل وقعت الشجرة فقال الملك هذا جوابك فاذهب الى السلطان وقل له هذه همة واحدة فكيف بهمة جماعه من المظلومين فى قلع الظالمين ويحكى عن سبكتكين المذكور لما غزا الهند انتهى الى قلعة ممنعه عصبت عليه فخرج اليه بعض اهلها وقال انك لا تقدر عليها الا ان تصنع ما اقول لك قال قل قال اذا كان وقت طلوع الشمس مر الجيش بتطبيل الطبول تطبيلا مزعجا ثم ازحف انت والجيش على القلعه يدا واحدة ففعل ذلك ففتح القلعة فساله عن السبب فقال ان اهل هذه البلدة اصحاب همم وتوجهات وقد صرفوا هممهم الى دفعك عنها ولا يوسوس على انفسهم ويفرقها سوى الطبول المزعجة فلما فعلت ذلك تفرقت هممهم وشغلوا عن التوجه ثم اعلم ان غرس النخل من العمل الغير منقطع قال الامام سيد(؟) ادم .
Страница 126