وذلك بتفرق الكلمة واختلافها وتصادمها وعدم ائتلافها فانه قيل:
إن الدليل الذي ليست له عضد ... مثل الوحيد بلا مال ولا عدد
(وقيل أيضًا):
كونوا جميعًا يا بني إذا اعترى ... خطب ولا تتفرقوا أجنادا
تأبى القداح إذا جمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت أفرادا
ولا تثقوا بأحد من الكبار والصغار إلا بعد الأختبار في الشدة والضعف والرفق والعنف والبؤس والرخاء والخوف والرجاء ولا تقدموا على قديم الأصحاب أحدًا ولا على الموثوق بهم من لا جربتموه أبدًا وقد قيل في المثل المشهور النحس المعروف خبر من الجيد المنكور وقيل أيضًا خير الأشياء جديدها الأصحاب قديمها وأسوأ قواعدكم أخراكم في دنياكم واغتنموا السعادة الباقية من الدار الفانية وعاملوا تجدوا وازرعوا تحصدوا وتفكروا من أول يومكم أحوال عزكم ومن أوائل عمركم أواخر دهركم ومن ليلة الهلال سرار أشهركم فكل من له صدق قدم يتفكر وهو موجود حالة العدم ومن زمان شبابه حالة الهرم كما فعل التاجر المراقب وما آل إليه العواقب فقبل الأرض الأولاد وقالوا مولانا السلطان أعظم من أفاد لو تصدق على عبيده الطائعه ببيان تلك الواقعة (قال الملك) ذكر الحكماء وذووا الفضل من العلماء أنه كان في بعض الأمصار تاجرًا من أعيان التجار ذو مال جزيل وجاه عريض طويل ونعمة وافرة وجشم وخدم متكاثرة من جملتهم غلام مخابل السعادة من جبينه لائحة وروائح النجابة من أذيال شمائله فائحة قد أفتى عمره في خدمة مولاه ولم يقصر لحظة في طلب رضاه
1 / 79