202

Фрукты халифов и развлечения духовных

فاكهة الخلفاء و مفاكهة الظرفاء

Редактор

أيمن عبد الجابر البحيري

Издатель

دار الآفاق العربية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

الضرب حتى انتهى إلى بلاد الغرب فأقام بها دهرًا يتعاطى معاملة وتجرًا إلى أن زاد ماله وأثرى ورجع إليه بعض ما ذهب من يديه ثم اشتاق إلى بلده ورؤية زوجته وولده فتجهز إليها وسار حتى نزل عليها وأراد الدخول إلى داره فأوقفه مشير افتكاره إلى أعمال النظر في حادث القضاء والقدر وأنشده الزمان بلسان البيان:
للكون دائرة من قبلنا صنعت ... لا بي تضيق ولا من أجلك اتسعتوالسر في جيب غيب الله مكتتم فلست تدري يد التقدير ما صنعت
فرأى أن يدخل متنسيًا متنكرًا متخفيًا ويتوصل إلى داره ويتجسس أحوال كباره وصغاره وما حدث عليهم من الحوادث وتقلبات الزمان العائث فتوجه لما أظلم إلى داره وهو يترنم:
بالله قل لي خبرك ... فلي زمان لم أرك
إلى أن وصل إلى الباب وما عليه حاجب ولا بواب فرأى الباب مقفلًا والقنديل عليه مسبلًا وكان يعرف للسطوح دربًا خفيًا فاستطرق منه وارتفع مكانًا عليًا وأشرف من اكوة فرأى ربة البيت المرجوة فوق سرير الأمان معانقة فتى من الفتيان كأنهما لفرط العناق كانا ميتين من ألم الاشتياق فبعثتهما قيامة التلاق فتلازما والتفت الساق بالساق ولسان حال كل منها يروي عنهما:
عانقت محبوب قلبي حين واصلني ... كأنني حرف لام عانقت ألفا
فتبادر إلى وهلة لغيبوبة عقله أن ذلك الشاب الظريف معاشر حريف أفسد زوجته مغتنمًا غيبته وأنه في تلك الليلة استعمل قوله:
لا تلق إلا بليل من تواصله ... فالشمس نمامة والليل قواد

1 / 258