Фахри в арабских султанских и исламских государствах

Ибн Тиктака d. 709 AH
86

Фахри в арабских султанских и исламских государствах

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية

Исследователь

عبد القادر محمد مايو

Издатель

دار القلم العربي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Место издания

بيروت

وسخط إمارة علي، واتّفق معهم مروان بن الحكم- وهو ابن عمّ عثمان- وقالوا للناس: إنّ الغوغاء [١] من أهل الأمصار وعبيد أهل المدينة، اجتمعوا على هذا الرجل المسكين- يعني عثمان- فقتلوه ظلما وعدوانا، فسفكوا الدّم الحرام في البلد الحرام في الشّهر الحرام. ثمّ استمالوا أناسا وعزموا على قصد البصرة واستمالة أهلها والتقوا بها على قتال عليّ- ﵇ فلمّا انتهى ذلك إلى أمير المؤمنين قام فخطب النّاس وأعلمهم الحال، وقال: إنّها فتنة وسأمسك الأمر ما استمسك بيدي. ثمّ بلغه ما هم فيه من الجموع والتّصميم على الحرب فنهد إليهم في جيش من المهاجرين والأنصار. وقد كانت عائشة- ﵂ في توجّهها إلى البصرة اجتازت بماء يقال له: الحوأب، فنبحتها كلابه. فقالت للدليل: ما اسم هذا الموضع؟ قال: الحوأب فصرحت بأعلى صوتها وقالت: ردّوني إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦ سمعت رسول الله- ﷺ يقول عند نسائه: «أيتكنّ تنبحها كلاب الحوأب؟» ثم عزمت على الرّجوع، فقالوا لها: إن الدّليل كذب ولم يعرف الموضع. وقالوا لها: إن لم تسيري من هذا الموضع وإلا أدرككم [٢] عليّ بن أبي طالب فيه فهلكتم فسارت وسار عليّ- ﵇ فالتقى الجمعان بظاهر البصرة، وجرت خطوب وحروب، ففي بعضها التقى- ﵇ وطلحة والزّبير، فقال عليّ- ﵇ لطلحة: يا طلحة: تطلب بدم عثمان؟ فلعن الله قتلة عثمان، يا طلحة: أجئت بعرس [٣] رسول الله- ﵌ تقاتل بها وخبّأت عرسك في البيت؟ أما بايعتني؟ قال: بايعتك والسّيف على عنقي. فقال عليّ- ﵇ للزّبير: يا زبير: ما أخرجك؟ قال: أنت، ولا أراك أهلا لهذا الأمر ولا أولى به منّا. فقال عليّ- ﵇: لقد كنّا نعدّك من بني

[١] الغوغاء: سفلة السّوقة والعوّام. السّفهاء من الجمهور. [٢] كذا في ألما ص/ ١٠٦/ وفي رحما ص/ ٦٢/، وفي طبعة بيروت ص/ ٨٦/. [٣] العرس: الزّوجة أو الزّوج.

1 / 91