Фадак в истории
فدك في التاريخ
Жанры
فبدأ يطوف (1) سرا على زعماء المسلمين ورجالات المدينة، يعظهم ويذ كرهم ببراهين الحق وآياته، وإلى جانبه قرينته تعزز موقفه وتشاركه في جهاده السري، ولم يكن يقصد بذلك التطو اف إنشاء حزب يتهيأ له القتال به لأننا نعرف أن عليا كان له حزب من الأنصار هتف باسمه، وحاول الالتفاف حوله وإنما أراد أن يمهد بتلك المقابلات لاجماع الناس عليه. وهنا تجئ مسألة فدك لتحتل الصدارة في السياسة العلوية الجديدة، فإن الدور الفاطمي الذي رسم هارون النبوة خطوطه بإتقان، كان متفقا مع ذلك التطواف الليلي في فلسفته وجديرا بأن يقلب الموقف على الخليفة وينهي خلافة الصديق كما تنتهي القصة التمثيلية لا كما يقوض حكم مركز على القوة والعدة. وكان الدور الفاطمي يتلخص في أن تطالب الصديقة الصديق بما انتزعه منها من أموا ل، وتجعل هذه المطالبة وسيلة للمناقشة في المسألة الأساسية وأعني بها مسألة الخلافة وإفهام الناس بأن ا للحظة التي عدلوا فيها عن علي عليه السلام إلى أبي بكر كانت لحظة هوس وشذوذ (2)، وأنهم بذلك أخطأوا وخالفوا كتاب ربهم ووردوا غير شربهم (3).
---
(1) راجع شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 6: 13، الطبعة المحققة، أخرج عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أن عليا حمل فاطمة على حمار وسار بها ليلا إلى بيوت الأنصار، يسألهم النصر ة، وتسألهم فاطمة الانتصار له). (2) راجع: بلاغات النساء: 25: قالت في هذا المعنى من خطبة لها عليها السلام: (وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، صارخا بكم، فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، فاستنهضكم فوجدكم خفافا... فوسمتم غير إبلكم). (3) جاء في شرح البلاغة / ابن أبي الحديد 6: 12: قال علي عليه السلام في محاورة مع القوم: (يا معشر المهاجرين الله الله، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم..). (*)
--- [114]
Страница 113