صلى الله عليه وسلم
خرج في جماعة من المهاجرين والأنصار، فكسع
11
رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فكان بينهما قتال، إلى أن صرخ: يا معشر الأنصار، وصرخ المهاجر: يا معشر المهاجرين؛ فبلغ ذلك النبي
صلى الله عليه وسلم ، فقال: «ما لكم ولدعوة الجاهلية؟»، فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «دعوها فإنها منتنة». فقال عبد الله بن أبي بن سلول:
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
12 .
أفلست ترى أن نزاعا تافها لسبب تافه، هيج النفوس ودعاهم إلى النزعة الجاهلية، وتذكر العصبية المكية والمدنية؟!
ولما ولي الأمويون الخلافة عادت العصبية إلى حالها كما كانت في الجاهلية، وكان بينهم وبين بني هاشم في الإسلام كالذي كان بينهم في الجاهلية؛ فخر الأمويون بالدهاء والحلم وكثرة الخطباء والشعراء، ورد عليهم بنو هاشم يكاثرونهم في ذلك، وكان جدالهم ومفاخرتهم صورة صادقة للمنافرة في الجاهلية
Неизвестная страница