Вера между саляфами и богословами
الإيمان بين السلف والمتكلمين
Издатель
مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
أدلة أصحاب هذا الرأي أيضًا، حديث سعد بن أبي وقاص: إن رسول الله ﷺ أعطى رجالًا، ولم يعطِ رجلًا منهم شيئًا، فقلت: " يارسول الله، أعطيت فلانًا وفلانًا،ولم تعطِ فلانًا وهو مؤمن "، فقال رسول الله ﷺ: " أو مسلم. أعادها ثلاثًا، والنبي ﷺ يقول: أو مسلم، ثم قال: إني لأعطي رجالًا وأمنع آخرين، وهم أحب إليَّ منهم، مخافة أن يُكَبوا على وجوههم في النار " ١.
وقالوا: إن الإيمان خاص، يثبت الاسم به بالعمل مع التوحيد، والإسلام عام، يثبت الاسم بالتوحيد، والخروج من ملل الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ بعد أن ذكر هذا القول وأشار إلى استدلال أصحابه بحديث سعد السابق، قال: " وهذا على وجهين، فإنه قد يراد به الكلمة بتوابعها من الأعمال الظاهرة، وهذا هو الإسلام، الذي بيَّنه النبي ﷺ، حيث قال: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت " ٢. وقد يراد به الكلمة فقط، من غير فعل الواجبات الظاهرة، وليس هذا هو الذي جعله النبي ﷺ. لكن قد يقال: إسلام الأعراب كان من هذا، فيقال: الأعراب وغيرهم كانوا إذا أسلموا على عهد النبي ﷺ أُلزموا بالأعمال الظاهرة: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج. ولم يكن أحد يُترك بمجرد الكلمة، بل كان مَن أظهر المعصية يُعاقب عليها. وأحمد إن كان أراد من هذه الرواية أن الإسلام هو الشهادتان فقط، فكل مَن قالها فهو مسلم، فهذه إحدى الروايات عنه. والرواية الأخرى: لا يكون مسلمًا حتى يأتي بها ويصلي، فإذا لم يصلِّ كان كافرًا. والثالثة: إنه كافر بترك الزكاة أيضًا. والرابعة: إنه يكفر بترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها، دون ما إذا لم يقاتل، وعنه أنه لو قال: أنا
_________
١ رواه البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه، حديث رقم ٢٧، بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي. انظر: صحيح البخاري مع الشرح، ج١ ص٧٩، ط المكتبة السلفية.
٢ هذا هو تفسير الإسلام الوارد في حديث جبريل المشهور، المتفق عليه.
1 / 33