وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحدٌ في أسمائه.
ثم الجهمية وفروخُهُم متفاوتون في هذا الإلحاد فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب١. وكل من جحد شيئًا٢ مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر.
وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقول المشبهون علوًا كبيرًا، فهذا الإلحاد في مقابله إلحاد المعطلة فإنَّ أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه. وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين٣ بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه [ووصفه به نبيه، ﷺ] ٤ ولم يجحدوا صفاته، ولم يشبهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما
_________
١ كذا في (المطبوعة) و(ص) . وأما في نسخة (ب) و(خ) "والمثلوث". وفي توضيح المقاصد لابن عيسى (٢/ ٢٢٥) نقله بلفظ "والمتلون".
٢ في (المطبوعة) "عما".
٣ في (ص) "والقائمين".
٤ ما يين المعكوفتين زيادة من لوامع الأنوار.
1 / 48