Понимание понимания: введение в герменевтику: теория интерпретации от Платона до Гадамера
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Жанры
مسألة الحكم المسبق
تعد فكرة التحرر من التحيزات
التي ينطوي عليها الرأي السائد في الزمن الراهن وتنقية الفهم والتأويل من هذه التحيزات فكرة جد شائعة بيننا جميعا. لقد درجنا على القول بأن من السخف أن نحكم على إنجازات عصر مضى بمقاييس اليوم، وبأن من المحال إذن تحقيق ما نصبو إليه من معرفة تاريخية إلا بالتخلص من سيطرة الأفكار والقيم الشخصية على الذات والانفتاح الذهني الكامل على عالم الأفكار والقيم الخاصة بذلك العصر الماضي، كان استكشاف دلتاي ل «رؤية العالم»
Wel-Tanschauung (World View)
الخاصة بكل عصر مستندا إلى ضرب من النسبية التاريخية التي تقول بأن الانفتاح العقلي يقضي بأن لا يحكم المرء على عصر تاريخي معين بأحكام عصر آخر، هناك بنفس المقياس أساتذة أدب يهيبون بنا أن تكون مفتوحي العقل حين نتناول الأفكار اللاهوتية المتضمنة في «الفردوس المفقود» لملتون؛ إذ ليس يحق لنا أن نحكم على عمل أدبي بمعايير اليوم، فنحن إنما نقرأ «الفردوس المفقود» بوصفه «عملا فنيا» من أجل عظمة أسلوبه وجلال فكره وقوة خياله، وليس لأنه صادق أو حقيقي، مثل هذا الرأي يفصل الجمال عن الحق، وينتهي بنا إلى أن نرى ملحمة «الفردوس المفقود» على أنها «نصب نبيل لأفكار ميتة».
ومن المثير للسخرية أن هذه النظرة المغلوطة إلى النص الأدبي تتنكر على أنها أقصى ما وصل إليه التفتح العقلي، رغم أنها تسلم بالحاضر تسليما وتفترض مسبقا أنه صحيح ولا ينبغي أن يوضع موضع الاختبار، أي إن الحاضر «مطلق» وإن توجب أن يعلق وينحى جانبا؛ لأن الماضي لا يمكن أن ينافسه، ونحن إن أنعمنا النظر في هذا التفتح العقلي المزعوم وهذا التعليق للتحيزات نجد أن وراءه ضربا من الانغلاق وعدم الاستعداد للمخاطرة بأحكامنا المسبقة ووضعها على المحك، إنه يضع الماضي في مقابلنا كشيء لا صلة له بنا تقريبا، أو كشيء لا يهم إلا أهل الدراسات القديمة، ومن الأمور المؤسفة أن أساتذة الأدب بعامة أصبحوا يصنفون إما إلى شكلانيين (أو جماليين متطرفين) وإما إلى سلفيين مهتمين بالدراسات القديمة، ينعى الفريق الثاني على الفريق الأول عدم التعمق في التاريخ وفقه اللغة، بينما ينحي الشكلانيون بالنقد على أساتذة فقه اللغة والتاريخيين؛ لأنهم لا ينظرون في الحقيقة إلى العمل الأدبي على أنه «فن». يستند موقف الجماليين على الفصل المغلوط بين الشكل والمضمون في الاستطيقا الذاتية، فقد رأينا فيما سبق أن الحق والجمال لا يمكن فصلهما في خبرة العمل الفني، وها نحن نرى الآن في ضوء تصورات هيدجر وجادامر عن الفهم التاريخي أن السلفيين والفيلولوجيين من سدنة الماضي ليسوا أقوم فهما للتاريخ من الجماليين المتطرفين.
واقع الأمر أننا لا يمكن أن نغادر الحاضر لكي نذهب إلى الماضي، وأن «معنى» أي عمل من الماضي لا يمكن أن نراه في حدود ذاته فحسب، الأمر على النقيض من ذلك، فمعنى العمل الماضي إنما يتحدد في ضوء الأسئلة التي توجه إليه من الحاضر، وإذا تمعنا في بنية الفهم فنحن نرى أن الأسئلة التي نسألها تنتظم بحسب الطريقة التي نسقط فيها أنفسنا، أثناء عملية الفهم، في المستقبل، وباختصار فإن النزعة الدراسية القديمة هي بمثابة إنكار للتاريخية الحقة، تاريخية كل فهم للماضي نقف أثناءه في الحاضر. ماذا يعني ذلك بالنسبة لمسألة «الحكم المسبق»
؟ إنه تصور خاطئ انحدر إلينا من «التنوير»
El Lightenment ،
8
Неизвестная страница