دمشق، وطلبوا إذنا فأذن لهم، فحين حلّوا في منازلهم من الملك السعيد، وتمكّن مولانا السلطان من القول ولم يزل متمكّنا من قريب وبعيد. قال للملك السعيد: إنّما أخرجناك ليشيع بين الأعداء قوّة سلطانك، وظهور برهانك. لا أن نتفرّج في / ١٦ ب / الشام، ولا أن يسير عنّا ما يحطّ من قدر الإسلام. وحيث قد حللنا بهذه الأرض فلا بدّ لحلولنا من تأثير، ولا مندوحة أن يعتمد ما يحمد معه عاقبة (^١) هذا المسير.
فقال الملك السعيد: وما الرأي؟
قال مولانا السلطان: الرأي أن نتوجّه أنا والأمير بدر الدين - يعني بيسري - بالعساكر المصرية والشاميّة، ونفتح قلعة الروم، ونغار (^٢) على سيس (^٣).
فأمّن الملك السعيد على قوله، ورجع إلى قوّته في الرأي وحوله، وتقدّم إلى العساكر المنصورة بالتّوجّه صحبتهما، وشكر الله وللناس علوّ همّتهما، ورسم، فكتبت مثالا مطلقا عن الملك السعيد.
[الكتاب بمسير العساكر إلى قلعة الروم وسيس]
ومثاله
إنّا قد تقدّمنا (^٤) المجلسان العاليان فلان وفلان بالعساكر المصرية والشامية لفتح قلعة الروم والإغارة على بلاد سيس، فعند وقوف كلّ من النوّاب بالبلاد الشامية يبادر (إلى) (^٥) امتثال أوامرهما، / ١٧ أ / والمسير صحبتهما من الجبليّة وغيرهم، وإحضار ما يستدعيانه من آلات الحصار، والحذر من مخالفة ذلك.
وكتب إلى الملك المنصور صاحب حماه بالمسير صحبتهما بعسكره. وفارقا دمشق متوجّهين لهذه المصلحة بهممهم المستنصحة (^٦).
_________
(^١) كتب فوقها بين السطرين: «مصير».
(^٢) الصواب: «ونغير».
(^٣) وجاء في (السلوك ج ١ ق ٢/ ٦٥٠) - حوادث سنة ٦٧٧ هـ. - خلاف ذلك، وهو أن خاصكية السلطان هم الذين أشاروا على الملك السعيد بإبعاد الأمراء الأكابر عنه، فجهّز قلاون وبيسري بالعسكر، فساروا إلى جهة سيس وفي نفوسهم من ذلك إحن.
(^٤) هكذا في الأصل.
(^٥) عن الهامش.
(^٦) أنظر عن غزوة سيس في سنة ٦٧٧ هـ. في: النور اللائح ٥٦، والدرّة الزكية ٢٢٥، ونهاية الأرب، -
1 / 40