من التعظيم، واستولى الفارس أقطاي خوجداشه وهو عنده في غاية التبجيل والتكريم.
وملك الملك المعزّ عزّ الدين أيبك (^١) التركماني الجاشنكير (^٢) الصالحي وهو عنده بأعلا (^٣) رتبه، وأسمى هضبه. وصار الملك لولده قاقان وهو بالمحلّ الأسنى من دولته، والمكانة العظمى من مملكته.
وإلى الملك المظفّر سيف قطز (^٤) / ٤ ب / المعزّي وهو المشار إليه، والمعوّل في عقد المشور وحلّه عليه. وما من خشداشيّته إلاّ من اعتقل، وعن رتبته من التعظيم إلى ما ينافيه نقل. إلاّ مولانا السلطان فإنه لم تمتدّ إليه يد انحطاط قدر في دولة من هذه الدول. ولا تخلّل عظم قدره خلل. بل لم يزل أميرا يستشار، وكبيرا إليه يشار.
ثم جاءت دولة السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس (^٥) الصالحيّ، فأخذه بكلتي يديه، واعتمد في استقرار ملكه عليه، وجعله رأس مشورة، وخير مبتدئه ومبتدأ خبره. واعتمد معه ما لم يعتمده ملك مع أمير، ولا سلطان مع مشير.
ذكر الأمور التي اعتمدها الملك الظاهر معه
منها: إنه لم يقدّم شيئا عند تمام ملكه على تكثير عدد إمرته، وأجناد رتبته، وجودة أقطاعه، وتوفير جملة أرزاقه المناسبة لكثرة / ٥ أ / أتباعه، وقدّمه على المئين (^٦)، واعتمد منه على القويّ المكين. وأنزله منه منزلة الشقيق، والصديق الشفيق.