Рисалат фи фадль аль-Андалус ва-дикр риджальха
رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها
Исследователь
د. صلاح الدين المنجد
Издатель
دار الكتاب الجديد
Номер издания
الأولى، 1968م
من مآثره ما ليس طول الدهر بنائم وقد سمعت ما كان من الفتيان العامرية مجاهد ومنذر وخيران وسمعت عن الملوك العربية بنوعباد وبنوصمادح وبنو الافطس وبنو ذي النون وبنو هود كل منهم قد خلد فيه من الامداح ما لو مدح به الليل لصار اضوأ من الصباح ولم تزل الشعراء تتهادي بينهم تهادى النواسم بين الرياض وتفتك في اموالهم فتكة البراض حتى ان أحد شعرائهم بلغ به ما رآه من منافستهم في امداحه ان حلف ان لا يمدح أحدا منهم بقصيدة الا بمائة دينار وان المعتضد بن عباد على ما اشتهر من سطوته وإفراط هيبته كلفه ان يمدحه بقصيدة فأبى حتى يعطيه ما شرطه في قسمه
ومن أعظم ما يحكى من المكارم التي لم نسمع لها أختا ان ابا غالب اللغوي الف كتابا فبذل له مجاهد العامري ملك دانية الف دينار ومركوبا وكسا على ان يجعل الكتاب باسمه فلم يقبل ذلك ابو غالب وقال كتاب الفته لينتفع به الناس وأخلد فيه همتي اجعل في صدره اسم غيرى واصرف الفخر له لا افعل ذلك فلما بلغ هذا مجاهدا استحسن انفته وهمته واضعف له العطاء وقال هو في حل من ان يذكرني فيه لا نصده عن غرضه وان كان كل ملوك الأندلس المعروفين بملوك الطوائف قد تنازعوا في ملاءة الحضر فإني أخص منهم بني عباد كما قال الله تعالى {فيهما فاكهة ونخل ورمان} فإن الأيام لم تزل بهم كاعياد وكان لهم من الحنو على الادب ما لم يقم به بنو حمدان في حلب وكانوا هم وبنوهم ووزراؤهم صدروا في بلاغتي النظم والنثر مشاركين في فنون العلم وآثارهم مذكورة وأخبارهم مشهورة وقد خلدوا من المكارم التامة ما هومتردد في ألسن الخاصة والعامة وبالله إلا سميت لي بمن تفخرون قبل هذه الدعوة المهدية ابسقموت الحاجب ام بصالح البرغواطي ام بيوسف بن تاشفين الذي لولا توسط ابن عباد لشعراء الأندلس في
Страница 32