355

Фадаил Сакалейн

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Жанры

والحركات ولا بالجوارح والأدوات، لا يقال له: متى ولا يضرب له أمد بحتى، الظاهر (1). لا يقال مم ولا نازل بهلا ولا ممازج معا، ليس له أنداد ولا أضداد، مطهر من الأزواج بريء من الأولاد، خلق السماوات بأحسن التقدير وأنشأها بألطف التدبير، وأقام سبع سماوات بعد أن لم تكن وكانت وأمسكها بعد إذ جالت كالبحار ومارت، حصنها فشيد بنيانها وزينها بالنجوم السائرة، فأبد دورانها وجعل سكانها الملائكة الأبرار، يقدسون الواحد القهار، خلق حول السماء عمارا هم لله مسبحون دائبون ومن خشيته مشفقون، ولو أبت السماوات والأرض إذ قال لهما: ائتيا طوعا أو كرها إذا لصب عليهم العذاب من بعد الإباء، فلم يكن له مانع ولا عن عذابه عاصم.

وكيف تأبين طاعته وهو ملك جبار مهيمن قهار لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، عالم بما دب ودرج في الأقطار، وما يسقط من ورق الأشجار وحب الثمار، ومفيض الجداول والأنهار، وما طفى ورسب في قاموس البحار، وما واراه الثرى وجلمود الأحجار، وما قر على الأرض من قرار، سبحانه من إله لا يرام وقيوم لا ينام، لا يزول لاختلاف الأزمان ولا لتقلب شأن بعد شان.

وكيف يوصف بالأشباح من أقرت بوحدانيته الألسن الفصاح، لم يحلل في الأشياء فيقال:

هو فيها كائن، ولم يخل منها فيقال: هو عنها بائن، ولم يبعد بافتراق ولم يقرب بالتصاق، بل هو في الأشياء بلا كيف ولا أين، وهو أقرب إلى المرء من حبل الوريد، وأبعد في البعد من كل بعيد، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة، ولا اختلاج خطرة ولا ازدلاف خطوة، في غسق ليل داج ... (2) ولا إدلاج، لا يتفيأ عليه القمر المنير ولا انبسط الشمس ذات النور، لا يصرفها الأفول والكرور باقبال ليل مقبل ولا بإدبار نهار مدبر، أحصى كل شيء عددا قبل أن كان وبعد التكوين لها، فهو العالم بكل مكان وقبل كل حين وأوان، الأمد للخلق مضروب والحد إلى غير الله منسوب، لم يخلق الأشياء من أصول أزلية ولا أوائل كانت قبله أبدية، بل خلق ما خلق فأقام حدوده وصور ما خلق، فأحسن صوره وتوحد في علوه، فليس

Страница 385