شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
75

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Издатель

دار الثريا للنشر

Номер издания

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

Год публикации

٢٠٠٤م

Жанры

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ ولا يمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والإرتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعًا باتًا أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظمًا حال بقائه وتطوره؟! وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين. وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [سورة الطور، الآية: ٣٥] يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله ﵎، ولهذا لما سمع – جبير بن مطعم – ﵁ رسول الله ﷺ يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ [سورة الطور، الآيات: ٣٥-٣٧] وكان – جبير يؤمئذ مشركًا قال: "كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه – البخاري – مفرقًا (١) . ولنضرب مثلًا يوضح ذلك، فإنه لو حدثك شخص عن قصير مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار، وملئ بالفرش والأسرة، وزين

(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، سورة الطورجـ٤، ص ١٨٣٩.

1 / 81