شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
Издатель
دار الثريا للنشر
Номер издания
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
Год публикации
٢٠٠٤م
Жанры
وَهُوَ مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ (١) وَالدَّلِيلُ قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٢) [سورة الفاتحة، الآية: ٢] وكل ما سوى الله عالم
ــ
كلام المؤلف ﵀ أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال: "الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له، وأمدهم برزقه قال الله ﵎ في محاورة موسى وفرعون: ﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [سورة طه، الآيتين: ٤٩-٥٠] . فكل أحد من العالمين قد رباه الله ﷿ بنعمه.
ونعم الله ﷿ على عباده كثيرة لا يمكن حصرها قال الله ﵎: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ [سورة النحل، الآية: ١٨] فالله هو الذي خلقك وأعدك، وأمدك ورزقك فهو وحده المستحق للعبادة.
(١) أي وهو الذي أعبده وأتذلل له خضوعًا ومحبة وتعظيمًا، أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه، فليس لي أحد أعبده سوى الله ﷿، قال الله ﵎: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [سورة الأنبياء الآية: ٢٥] وقال تَعَالَى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [سورة البينة، الآية: ٥] .
(٢) أستدل المؤلف ﵀ لكون الله ﷾ مربيًا لجميع الخلق بقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة الفاتحة، الآية: ٢] يعني الوصف بالكمال والجلال والعظمة لله تعالى وحده.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أي مربيهم بالنعم وخالقهم ومالكهم، والمدبر لهم كما شاء ﷿.
1 / 46