لقدرتهم ومشيئتهم في أفعالهم؟، هذا أقرب بحسب ما ورد في النظم من المسائل التي عرض لها الناظم ﵀ وعفا عنَّا وعنه.
قال الناظمُ ﵀:
٢٨. قَالُوا: فَهَلْ فِعْلُ القَبِيحِ مُرَادُه؟ ... قُلتُ: الإِرَادَةُ كُلُّهَا لِلسَّيِّد
انتقل الناظم ﵀ هنا إلى مسألةٍ أخرى متصِلَةٍ بالمسألةِ السابقةِ، مسألةِ «أفعال العباد».
فقال ﵀: «قَالُوا: فَهَلْ فِعْلُ القَبِيحِ مُرَادُه؟» يعني: أنَّ أفعال العباد منها الحسن ومنها القبيح، ومنها الطاعات والأعمال الصالحات، ومنها الكفر والفسوق والعصيان، فهل إذا قلتَ: إنَّ أفعالَ العباد كلَّها مخلوقةٌ لله ﷿ هل معنى هذا أنَّ الله يريد الكفر من الكافر والمعصية من العاصي؟
فالمعتزلة القائلون بأن أفعال العباد غير مخلوقة لله يوردون هذا الإيراد على مَن خالفهم بأنَّه يلزم من القول بأنَّ أفعالَ العبادِ مخلوقةٌ لله أنَّ يكون اللهُ مريدًا للقبيح، فاعلًا له، فإنَّ أفعالَ العِبَادِ فيها الحَسَن والقبيح، والخير والشر.
فالناظم ﵀ يجيب عن هذا الإيراد بقوله: «قُلتُ: الإِرَادَةُ كُلُّهَا لِلسَّيِّدِ» أي: الإرادةُ كلُّها لله ﷿، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يكون في مُلْكِهِ ما لا يريد، فالكفر والمعاصي الواقعةُ في الوجودِ هي واقعةٌ بمشيئةِ الله وحكمَتِهِ وبإرادَتِهِ الكونيَّة، فالخير والشر كلُّه بمشيئة الله وبإرادته الكونية، خلافًا للمعتزلة الذين يقولون إن أفعال العباد غير مرادة لله، ويعترضون بأن ذلك يستلزم أن يكون الله مريدًا للقبيح من أفعال العباد.