Объяснение книги о различиях в поклонении между людьми ислама и веры и поклонением людей полиатеизма и лицемерия Ибн Таймии - Мухаммад Хасан Абдул Гаффар
شرح كتاب الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق لابن تيمية - محمد حسن عبد الغفار
Жанры
التوسل بطلب الدعاء من الأموات
مما انتشر بين المسلمين اليوم التوسل بدعاء الأموات، فتجد المرء يذهب إلى قبر الولي من أولياء الله الصالحين، فيقول: أنت الآن بين يدي ربك، وأنت لك المكانة عند الله، فادع الله أن يغفر لي.
وهذا تعلق به الصوفية عندما قالوا: قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء:٦٤].
فقالوا: إن لك أن تذهب إلى قبر النبي فتقول: يا رسول الله! أنت بين يدي الله جل في علاه وأنت في الجنات الآن، فاستغفر لي عند ربي، وادع الله أن يدخلني الجنة، وادع الله أن يجعلني في الفردوس الأعلى، ويحتجون بقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ﴾ [النساء:٦٤] فقالوا: هذه الآية فيها دلالة واضحة على التوسل وطلب الدعاء من الأموات.
وهذا الكلام لا يصح بحال من الأحوال، وخطؤه بيّن، إذ إنه: أولًا: لم يرد دليل على ذلك من الكتاب ولا من السنة، ولا من فعل الصحابة رضوان الله عليهم.
الأمر الثاني: أن الله قد نفى سماع الأموات، ونفى رسول الله أن ينتفع أحد بالأموات، بل الأموات هم الذين ينتفعون بالأحياء.
قال الله تعالى ينفي سماع الأموات: ﴿إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل:٨٠].
وقال أيضًا: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر:٢٢] فأثبت عدم السماع لهم.
ومما يؤيده قول النبي ﷺ الثابت في الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، وولد يدعو له، وصدقة جارية) وليس فيها الدعاء للغير، بل هو الذي يحتاج للدعاء من غيره، فإن الميت إذا مات انقطع عمله، فلا يستطيع أن يتكلم مع ربه، ولا أن يطلب من ربه شيئًا، فهذه دلالة واضحة على أن هذه بدعة مميتة.
والتوسل بطلب الدعاء من الأموات ذريعة للشرك؛ لأنهم اتخذوا سببًا لم يشرعه الله جل في علاه، والقاعدة عند العلماء: أن من اتخذ سببًا لم يسببه الله في الكتاب أو في السنة فقد أشرك.
والدليل على ذلك: قول الله تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى:٢١] فهذه قاعدة جليلة جدًا تبين لنا أن ما يصنعونه ذريعة إلى الشرك؛ لأن الإنسان إذا شرّع لنفسه فقد تأتيه الهواجس، فيضع نفسه في مقام الربوبية، ولذلك قال العلماء: التوسل بطلب الدعاء من الأموات شرك أصغر.
4 / 7