شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال
شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال
Жанры
شرح حديث أبي هريرة: (الناس تبع لقريش)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا المغيرة -يعنيان: الحزامي] أي: أنه المغيرة بن عبد الرحمن المدني نزيل عسقلان، ولقبه قصي [ح وحدثنا زهير بن حرب - أبو خيثمة النسائي نزيل بغداد- وعمرو الناقد المصري قالا: حدثنا سفيان بن عيينة كلاهما -أي: المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ.
وفي حديث زهير: يبلغ به النبي ﷺ].
أي: في طريق الأعرج قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ.
وفي حديث زهير قال أبو هريرة: يبلغ به النبي ﷺ.
ومعنى يبلغ به: بعد طبقة الصحابة إلى النبي ﷺ، فهو يرفعه إلى النبي ﷺ.
كذلك معنى قول الراوي عن الصاحب: يرفعه.
أي: يرفعه إلى النبي ﷺ.
فمعنى يبلغ به ويرفعه: أن هذا القائل لهذا الكلام هو النبي ﷺ، فإما أن يقول التابعي: قال الصاحب: سمعت النبي ﷺ.
أو: قال النبي ﷺ.
أو: أبلغ إلى النبي ﷺ.
أو يبلغ إلى النبي ﷺ.
أو يرفعه.
كله في معنى واحد، وهو أن القائل لهذا الكلام هو النبي ﷺ.
قال: [وقال عمرو -أي عمرو الناقد - رواية] معنى رواية: رواية عن النبي ﷺ.
أي: يبلغ به أو يرفعه، والمعنى واحد.
[قال النبي ﷺ: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن)] أي: أتباع لقريش في شأن الإمارة أو الخلافة [(مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم)] أي: أن الناس في إيمانهم وإسلامهم وفي كفرهم تبع لقريش.
ولو نظرت في أيام الجاهلية قبل مبعث النبي ﷺ لعلمت أن الناس في هذه الحالة من الكفر كانوا أتباعًا لقريش، وأن قريشًا كانت تسود العرب وتقودها مع كفرها وضلالها، فهذا يدل على أن قريشًا كانت رأسًا في الضلال قبل البعثة، وكذلك هي رأس في الخير بعد الإسلام وبعد فتح مكة.
قال: [(الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم)] أي: المسلمون تبع لقريش في الإسلام، والكفار تبع لقريش في الكفر.
قال: [وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر] وهو معمر بن راشد البصري نزيل اليمن يروي عن همام بن منبه أو ابن منبه كلاهما سواء، [قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ﵁ عن النبي ﷺ، فذكر أحاديث منها]، هذه الأحاديث تسمى صحيفة همام عن أبي هريرة وهي حوالي (١٤٢) حديثًا يرويها همام عن أبي هريرة، لم يقل فيها همّام باستمرار: حدثنا أبو هريرة قال: سمعت النبي ﷺ يقول كذا وإنما قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: كيت وكيت وكيت حتى عد (١٤٢) حديثًا تسمى الصحيفة، أخرجها الإمام أحمد بن حنبل في الجزء الثاني من مسنده، وهو الجزء الذي يشمل رواية أبي هريرة ﵁.
قال: [فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله ﷺ: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم)].
17 / 3