94

Тазкира аль-Муктисия, комментарий к акъиде аль-Хафиза Абд аль-Гани Аль-Макдиси

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Издатель

غراس للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Жанры

[صفة الوجه]
لما أنهى المصنف ﵀ الكلام على صفة العلو، وذكر بعض أدلتها من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وذكر بعض الآثار المروية عن السلف في ذلك، انتقل إلى الكلام عن صفة أخرى من صفات الرب ﷾، وهي: صفة الوجه.
والوجه صفة ذاتية لله جل وعلا، ثابتة في الكتاب والسنة، وأدلتها في القرآن والسنة كثيرة جدًا، وقد ذُكر الوجه في القرآن وفي السنة وأضيفت إليه صفات كثيرة، مثل النور، والسبحات، والبصر، إلى غير ذلك.
وأهل السنة ﵏ منهجهم في هذه الصفة هو منهجهم في جميع الصفات: يقولون: إن لله وجهًا يليق بجلاله وكماله، كما نطق بذلك كتابه، وصح عن رسوله ﷺ، فهم يثبتونه لله على المعنى اللائق به، بلا تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، على حد قول الله ﵎: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ١.
أما أهل الأهواء فلا يثبتونه لله ﵎، بل يتأولونه تأويلات مختلفة ومتنوعة، فمنهم من يقول: الوجه الذات، ومنهم من يقول: الوجه الثواب، إلى غير ذلك من تأويلاتهم الباطلة ٢.
والوجه في لغة العرب هو: مستقبل الشيء، ويضاف إلى الزمان وإلى المكان، وإلى الحيوان، وهو في كلِّ موطن بحسب ما أضيف إليه، على القاعدة المعروفة: الإضافة تقتضي التخصيص.

١ الآية ١١ من سورة الشورى.
٢ أشار ابن القيم إلى طرف منها في مختصر الصواعق " ص١٧٤ " ثم قال: " وهذه أقوال نعوذ بوجه الله العظيم من أن يجعلنا من أهلها ".

1 / 99