57

Тазкира аль-Муктисия, комментарий к акъиде аль-Хафиза Абд аль-Гани Аль-Макдиси

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Издатель

غراس للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Жанры

يسميه السلف تأويلًا، كما قال النبي ﷺ في دعائه لابن عباس: " اللهم علمه التأويل " ١. ومنه قول ابن جرير الطبري ﵀:"تأويل هذه"الآية كذا"أي: تفسيرها. وكذا قوله:"قال أهل التأويل"أي: أهل التفسير. والتأويل الذي يُحذر ويجتنب ويذم هو: الذي يؤدي إلى التعطيل، ويفضي إلى الإنكار، وهو صرف اللفظ عن ظاهره بغير قرينة تدل عليه. والمبتدعة معطلة الصفات عندهم قرينة واحدة مبنية على التوهم الفاسد اتكأوا عليها في تأويل النصوص وصرفها عن ظواهرها، ألا وهي دفع التشبيه، فزعموا أنَّ ظواهر نصوص الأسماء والصفات في الكتاب والسنة موهمة للتشبيه، ولهذا خاضوا فيها بالتأويل تنزيهًا لله ﵎ بزعمهم ـ، فنزهوا الله بتعطيل صفاته، وصرفها عن ظواهرها إلى معان ليست مرادة له ﵎، ولا لرسوله"ﷺ." كما قال صاحب الجوهرة: وكلُّ نص أوهم التشبيه ... أوِّلْه أو فوض ورُمْ تنزيهًا فقوله:"أوِّله"مبني على توهم التشبيه، فهؤلاء الذين تأولوا النصوص عن ظواهرها وصرفوها عن مرادها سبب ذلك فيهم أنهم تلوثوا بالتشبيه أولًا، فأرادوا أن ينزهوا الله عن هذا الذي وقع في نفوسهم، فأولوا النص وصرفوه

١ أخرجه أحمد ١/٢٦٦، وابن حبان رقم ٧٠٥٥، والحاكم ٣/٦١٧ وقال: صحيح الإسناد. وأصل الحديث بدون لفظ التأويل في البخاري رقم ٧٥، ومسلم رقم ٦٣١٨

1 / 61