شرح البيقونية - محمد حسن عبد الغفار
شرح البيقونية - محمد حسن عبد الغفار
Жанры
أمثلة للحديث المرفوع
المرفوع ما أضيف للنبي ﷺ من قول، كالحديث الذي في الصحيحين عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وكقول النبي ﷺ (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وكذلك ما أضيف للنبي ﵊ من فعل، كحديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين قال: (قضى النبي ﷺ حاجته ثم توضأ فمسح على الخفين)، وحديث ابن عمر: (ارتقى على بيت حفصة فوجد رسول الله ﷺ يقضي حاجته مستقبلًا بيت المقدس مستدبرًا الكعبة)، وحديث الصحيحين عن ابن عباس قال: (بت عند خالتي ميمونة فتوسدت وسادة، فنام النبي ﷺ، وكان إذا نام نفخ).
ومثال تقرير النبي ﷺ حديث عباد بن بشر وعمار بن ياسر عندما رمي عباد بالسهم وصلى وجرحه يثعب دمًا، وأقره النبي ﷺ.
فهذه سنة تقريرية على أنه يجوز للمرء الملطخ بالدماء أن يصلي، وهذا فيه إشارة إلى أن الدم ليس بنجس، ردًا على من يقول: هذا القول بدعة! أيضًا أبو لؤلؤة اللعين البغيض البئيس عندما طعن عمر بن الخطاب صلى وجرحه يثعب دمًا، وابن مسعود يقول: كنا نصلي وثيابنا ملطخة بالدماء.
مثال آخر لتقرير النبي ﷺ: حديث معاوية السلمي عندما صفع الجارية على وجهها وقال: (أريد أن أكفر عن ذلك يا رسول الله فهل أعتقها؟ فقال له: ائتني بها، فجاءت، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)، فأقرها النبي ﷺ على قولها: الله في السماء، فهذه سنة تقريرية على علو الله جل في علاه.
ومثال الحديث المرفوع في وصف النبي ﷺ حديث أنس: (كان النبي ﷺ أحسن الناس خلقًا)، وقوله: (ما مست يدي ديباجًا ولا حريرًا ألين من يد رسول الله ﷺ، فهذا من وصف خلق النبي ﷺ، وقوله: (ما فعلت شيئًا فقال لي: لم فعلته؟ وما تركت شيئًا فقال لي: لم لم تفعل؟)، ولما سئلت عائشة عن خلق النبي ﷺ، قالت: (كان خلقه القرآن)، فهذا من يصف خلق النبي ﷺ.
وأيضًا حديث المرأة التي وصفت النبي ﷺ فقالت: (كان أبيض مليحًا) أو (كان أكحل العينين)، وفي حديث آخر: (وكان أجمل من القمر).
إذًا: الحديث المرفوع لا ننظر فيه للاتصال، ولا ننظر للتدليس، ولا ننظر للإرسال، ولا ننظر للإعضال، ولا ننظر للانقطاع، ولا ننظر في صحته ولا في ضعفه، بل ننظر إلى النسبة، فإن نسب وأسند لرسول الله فهو مرفوع.
فالمرفوع: كل ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو صفة خلقية، مثل أن يروي مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال مثلًا: (نعم الرجل الصالح ابن عمر لو كان يقوم من الليل).
مثال آخر: حديث ابن عباس: (قام النبي ﷺ من الليل يصلي فصليت بجانبه الأيسر، فأهوى بيده اليسرى فأخذني من أذني وحركني حتى استدرت فكنت على جانبه الأيمن)، وهذا الحديث في الصحيحين، فهذا الحديث مرفوع.
مثال آخر: حديث عائشة ﵂ وأرضاها قالت: (جاءني النبي ﷺ في ليلتي، فقام من الليل فانسل فارتدى ثيابه ثم خرج، فانسللت خلفه فأسرع فأسرعت خلفه حتى ذهب إلى البقيع، فرفع يديه ونكس -يعني يرفع بيديه وينزل- ثم استدار فاستدرت، فأسرع فأسرعت، فدخل علي فقال: مالك يا عائش حاشية رابية!) ثم بعدما دار الحديث بينه وبينها قال: (أخفت أن يحيف الله عليك ورسوله؟! وقال لها: أخبريني أو ليخبرني العليم الخبير).
6 / 3