سلف الأمة"١. ومما يدل على بطلان هذا القول أن "موسى بن عمران ﵇ قد سأل الرؤية، فذكر الله – سبحانه – قوله: ﴿لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: ١٤٣]، وما أصاب موسى من الصعق"٢.
يرونه – سبحانه-، وهم في عرصات القيامة، ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله – سبحانه، وتعالى-.
"رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة، وهي أيضًا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي ﷺ حيث قال: " إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر صحوًا ليس دونه سحاب "٣، وقال ﷺ: " جنات الفردوس أربع: جنتان من ذهب آنيتهما، وحليتهما، وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما، وحليتهما، وما فيهما، وما بين القوم، وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" ٤، وقال ﷺ: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار، فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة "٥. وهذه الأحاديث، وغيرها في الصحاح، وقد تلقاها السلف، والأئمة بالقبول، واتفق عليها أهل السنة والجماعة"٦.
١ مجموع الفتاوى (٦/٥١٢) .
٢ المصدر السابق (٥/٤٩٠) .
٣ تقدم تخريجه (ص: ٩٣) .
٤ رواه أحمد (١٩٩٦٩)، (٤/٤١٦)، وأصله في البخاري (٤٨٧٨)، ومسلم (١٨٠) .
٥ رواه مسلم (١٨١) .
٦ مجموع الفتاوى (٢٣/٣٩٠ – ٣٩١)، (٦/٤٨٥) .