Разъяснение 'Аль-’Акида аль-Уасития' аль-Харраса
شرح العقيدة الواسطية للهراس
Издатель
دار الهجرة للنشر والتوزيع
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤١٥ هـ
Место издания
الخبر
Жанры
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ﷿) (١) .
وَدَلَالَةُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ بِاعْتِبَارِ اشْتِمَالِهَا عَلَى النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ الْمُقْتَضِي لِلْحَصْرِ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الْإِثْبَاتِ المجرَّد؛ كَقَوْلِنَا: اللَّهُ وَاحِدٌ. مَثَلًا فَهِيَ تدلُّ بِصَدْرِهَا عَلَى نَفْيِ الْإِلَهِيَّةِ عمَّا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى، وتدلُّ بِعَجُزِهَا عَلَى إِثْبَاتِ الْإِلَهِيَّةِ لَهُ وَحْدَهُ.
وَلَا بدَّ فِيهَا مِنْ إِضْمَارِ خبرٍ تَقْدِيرُهُ: لَا معبودَ بحقٍّ - موجودٌ (٢) - إلَّا اللَّهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ»؛ فَهُوَ تَأْكِيدٌ لِمَا دلَّت عَلَيْهِ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ.
وَقَوْلُهُ: «إِقْرَارًا بِهِ» مصدرٌ مؤكِّدٌ لِمَعْنَى الْفِعْلِ: «أَشْهَدُ»، وَالْمُرَادُ: إِقْرَارُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ.
وَقَوْلُهُ: «تَوْحِيدًا»؛ أَيْ: إِخْلَاصًا لِلَّهِ ﷿ فِي الْعِبَادَةِ، فَالْمُرَادُ بِهِ التَّوْحِيدُ الْإِرَادِيُّ الطَّلَبِيُّ الْمَبْنِيُّ عَلَى تَوْحِيدِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِثْبَاتِ.
ـ[(وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا) .]ـ
/ش/ وَجَعَلَ الشَّهَادَةَ لِلرَّسُولِ ﷺ بِالرِّسَالَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ مَقْرُونًا بِالشَّهَادَةِ لِلَّهِ
_________
(١) رواه بألفاظ مختلفة: البخاري في أول الزكاة (٣/٢٦٢-فتح)، وفي استتابة المرتدين، ومسلم في الإيمان، (باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله) (١/٣١٤-نووي)، والترمذي، والنسائي، وأبو داود.
انظر: «جامع الأصول» رقم (٣٥-٤٢) .
(٢) يعني المؤلِّف أن هذه الكلمة تقدير لخبر مستتر؛ للا النافية للجنس.
1 / 56