89

Комментарий и разъяснение к Тафсиру аль-Джалалайн - Часть 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Жанры

وقولُه: (تبكيتًا): أي قال لهم ﴿أَنْبِئُونِي﴾ على وجهِ التبكيت (^١) لهم على تفضُّلِهم على آدم، وأنهم أولى بالاستخلاف منه، فامتحنَهم الله بعرضِ المسمَّيات عليهم واستخبارِهم عن أسمائها؛ ليظهرَ عجزَهم وفضلَ آدم عليهم. وقولُه: (الْمُسَمَّيات): يريد أنَّ هؤلاء اسم إشارة إلى المسمَّيات المعروضة على الملائكة. وقولُه: (في أني لا أخلقُ أعلمَ منكم أو أنكم أحقُّ بالخلافةِ): يبيِّن المؤلِّف بما ذكر دعوى الملائكة التي طُولب بالبرهان على صدقِهم فيها، وهو علمُ الأسماء، ودعواهم تلك يدلُّ عليها قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾. وقولُه: (وجوابُ الشرط دلَّ عليه ما قبلَهُ): الشرطُ قوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ﴾، وجوابه محذوف دلَّ عليه قوله تعالى: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾. وقولُه: (تنزيهًا لكَ): هذا تفسير لقوله: ﴿سُبْحَانَكَ﴾ إذ معنى التسبيح: التنزيه، و«سبحان» مصدرٌ بمعنى التنزيه لا يتصرف؛ لأنه ملازمٌ للنصب. وقولُه: (عن الاعتراضِ عليك): تنبيهٌ إلى أنَّ قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا﴾ لم يكن على وجهِ الاعتراض، بل هو السؤالُ عن الحكمة. وقولُه: (تأكيدٌ للكافِ): يريد بذلك الضميرَ المنفصل ﴿أَنْتَ﴾، ذُكِرَ تأكيدًا للضمير المتصل الواقع اسم إنَّ وهو: الكاف ﴿إِنَّكَ﴾، فكلٌّ من الضمير المتصل والمنفصل في محلِّ نصبٍ بـ «إنَّ». وقولُه: (الذي لا يخرجُ شيء عن علمِه وحكمتِه): يريد أنَّ علمَه محيطٌ بكل شيء، وأنَّ له حكمةٌ في كلِّ شيء. وقولُه: (أي: الملائكةُ): يريد أنَّ الضمير بالهاء والميم في قوله: ﴿أَنْبِئْهُمْ﴾ يعود على الملائكة. وقولُه: (المسمَّيات): يريد أنَّ الضمير في قوله: ﴿بِأَسْمَائِهِمْ﴾ راجعٌ إلى المسمَّيات، فيكون التقدير: أَنْبِئهُم بأسماء المسمَّيات.

(^١) التبكيت: هو التقريع والتوبيخ. ينظر: «لسان العرب» (٢/ ١١).

1 / 93