فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
Жанры
وأما صلاة الاستخارة، فدليل مشروعيتها ما أخرجه البخاري في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله قال: «كان رسول الله ﷺ يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلّمنا السورة من القرآن ...» فذكر الحديث (١).
والاستخارة، طلب خير الأمرين من الله ﵎.
وأما دليل الركعتين بين كل أذان وإقامة، فقوله ﷺ: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة»، ثم قال: «لمن شاء» (٢).
والمراد بالأذانين، الأذان والإقامة، وهذا تغليب معروف عند العرب، كقولهم القمران للشمس والقمر، والعمران لأبي بكر وعمر، والأسودان للتمر والماء، فيفعلون ذلك في الشيئين المجتمعين، ويغلّبون الاسم الأخف غالبًا.
وأعظم فضيلة لكثرة التنفل ما ورد في قوله ﷺ عن ربه ﵎ في الحديث القدسي: «وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه ...» (٣)، وقوله ﷺ: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن أتمّها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوّع؟ فإن كان له تطوّع أكملت الفريضة من تطوّعه، ثم يُفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك» (٤).
وهذا يكفي المسلم الحريص على محبة الله والخلاص من عذاب الله يوم القيامة للحرص على كثرة التنفّل والجدّ في ذلك.
قال المؤلف ﵀: (باب صلاة الجماعة)
أي بيان حكم صلاة الجماعة وأحكامها.
قال: (هي آكدُ السُّنَنِ)
(١) أخرجه البخاري (٦٣٨٢) عن جابر ﵁. (٢) أخرجه البخاري (٦٢٤)، ومسلم (٨٣٨) عن عبد الله بن مغفّل ﵁. (٣) أخرجه البخاري (٦٥٠٢) عن أبي هريرة ﵁. (٤) أخرجه أبو داود (٨٦٤)، والترمذي (٤١٣)، والنسائي (٤٦٥)، وابن ماجه (١٤٢٥) عن أبي هريرة ﵁.
1 / 98