بعض المسلمين.
والمراد بالمريض هنا الذي مرض مرضًا يحبسه عن الخروج إلى الناس، ليس الذي جرحته مثلًا زجاجة أو ما شابه.
فالسنة في مثل هذا المرض عيادة صاحبه، لأن المراد بالعيادة هو مواساة المريض وأن يستأنس بالناس ولا يشعر بالوحدة والانقطاع عنهم وتذكيره بالصبر على البلاء إلى أن يرفع عنه وهذا يحصل برؤيته.
قال المؤلف ﵀: (وتلقين المحتضَر الشهادتين)
(التلقين): تقول لقّنْتُه الشيء فتلقنه إذا أخذه من فيك مباشرة، فهو إعطاؤه الشهادتين مشافهة تقول له يا فلان: قل لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا معنى التلقين.
و(المحتَضَر) بفتح الضاد الذي حضره الموت فهو في النزع.
(الشهادتين) أي أن تقول له: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
بعض الناس يقول لك: لا تقل له: «قل»، بل نقول له: «قل»، فهكذا علمنا النبي ﷺ وهكذا فعل، فقد قال لأحد من كان على وشك الموت: «قل لا إله إلا الله» (١)، لكن لا ترددها عليه، فإذا قالها فاسكت، فإن عاد وتكلم فأعدها عليه، لأن النبي ﷺ قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» (٢).
فنحن عندما نلقن هذا المحتضَر الشهادتين نريد أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله كي يكون من أهل الجنة فإذا قالها تسكت، وإذا بقي عليها فلا تعيدها عليه، لكن إن عاد وتكلم بكلام آخر تعيدها عليه كي تكون آخر ما يقول.
فتلقين المحتضر سنة ثابتة عن النبي ﷺ، قال أبو سعيد الخدري، قال رسول الله ﷺ: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» (٣).
ومعناه من حضره الموت لا الميت، لأن النبي ﷺ لقّن من حضره الموت لا الميت.
قال ﵀: (وتَوْجيهُهُ)
أي ومن السنة توجيه المحتَضر إلى القبلة، ولكن هل هذا من السنة كما قال المؤلف أم لا؟
(١) قاله النبي ﷺ لعمه أبي طالب، أخرجه البخاري (١٣٦٠)، ومسلم (٢٤). (٢) أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٢٠٣٤)، وأبو داود (٣١١٦) وغيرهما من حديث معاذ بن جبل ﵁. (٣) أخرجه مسلم (٩١٦) من طريق أبي سعيد الخدري ﵁.
1 / 131