Повеление одобряемого и запрет порицаемого в свете Корана и Сунны

Сулейман аль-Хукейль d. Unknown
125

Повеление одобряемого и запрет порицаемого в свете Корана и Сунны

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة

Издатель

-

Номер издания

الرابعة

Год публикации

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Жанры

وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى، ويثق بالثواب من الله تعالى، فإن من يثق بالثواب من الله ﷿ لم يضره مس من الأذى ". إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر رجل نصب نفسه لبيان الحق، والحق لا يرضي كل الناس، لذا فإنه يتعرض للأذى ممن لا يرضيهم الحق فيكون ذلك ابتلاء له وامتحانا، قال الله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: ٢ - ٣] (١) . فلا بد لمن يقوم بهذه الفريضة أن يكون حليما صبورا، فإنه إن لم يكن كذلك فربما يؤول أسلوبه إلى فساد أكثر من الإصلاح، ولذلك كانت وصية لقمان لابنه كما قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: ١٧] (٢) فأوصاه بالصبر مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك فإن الله ﷾ أمر رسله وهم أئمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كما يقول الإمام ابن تيمية - بالصبر، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ - وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ١ - ٧] (٣) فأمره

(١) العنكبوت، الآيتان ٢، ٣. (٢) سورة لقمان، الآية ١٧. (٣) المدثر، الآيات ١ - ٧.

1 / 137