معسرين» . أمر النبي ﷺ أصحابه بترك هذا الأعرابي الجاهل حتى ينتهي من بوله، فلما انتهي أمر أن يراق على بوله ذنوبا من ماء فزالت المفسدة. ثم دعا الرسول ﷺ، الأعرابي فقال: «إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن» أو كما قال ﵊، فانشرح صدر الأعرابي لهذه المعاملة الحسنة، ولهذا رأيت بعض العلماء نقل أن هذا الأعرابي قال: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا؛ لأن محمدا عامله هذه المعاملة الطيبة، أما الصحابة - رضوان الله عليهم - فسعوا في إزالة المنكر من غير تقدير لحال هذا الرجل الجاهل " (١) .
٢ - روى أبو أمامة «أن غلاما شابا أتى النبي ﷺ فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا؟ فصاح الناس به، فقال النبي ﷺ: ادن، فدنا حتى جلس بين يديه، فقال النبي ﷺ: أتحبه لأمك؟ قال: لا، جعلني الله فداك. قال: كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم. . أتحبه لابنتك؟ قال: لا، جعلني الله فداك. قال: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟ - وزاد ابن عوف: إنه ذكر العمة والخالة وهو يقول في كل واحدة - لا، جعلني الله فداك. فوضع رسول الله ﷺ، يده على صدره وقال: اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه فلم يكن شيء أبغض إليه منه، يعني الزنا» .