138

Энциклопедия тафсира до эпохи письменности

موسوعة التفسير قبل عهد التدوين

Издатель

دار المكتبى

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Место издания

دمشق

Жанры

ذلك لأن الله تعالى قال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) (١). وبالتالي لا يوجد حديث صحيح يحرّم أمثال ذلك أبدا، بل على العكس تماما، قد وردت أحاديث صحيحة: «من سعادة ابن آدم ثلاث: زوجة صالحة، ومسكن صالح، ومركب صالح». والضابط للمسألة: عدم الإسراف والتبذير، وعدم التكبّر على عباد الله. ج- الزاوية الثالثة: أن بعض المسلمين جاءوا إلى السنن النبوية، فأخذوا منها ما يناسبهم، وسكتوا عن الأمور التي تخالفهم، وبذلك فعلوا ما فعله بنو إسرائيل في الشريعة التي أنزلت على موسى ﵇، ومن الأمثلة على ذلك: ١ - في كتاب الأدب للبخاري عن أم سلمة ﵂: أن النبي ﷺ كان في حجرتها، فدعا خادمة له، فأبطأت، فاستبان الغضب في وجهه، فقامت أم سلمة إلى الحجاب، فوجدت الخادمة تلعب، ومعه سواك، فقال: «لولا خشية القود- أي القصاص- يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك». جاء بعض المسلمين إلى هذا الحديث، فقطّعوه إلى قطع، وأخذوا ما يناسبهم وتركوا ما لا يوافق أمزجتهم وأهواءهم، كيف ذلك؟ تحمّسوا لمسألة السواك، وهذا شيء جيد لأنه تطبيق للسنّة، حيث أن النبي ﷺ أكد في أحاديث كثيرة صحيحة على ذلك، كما في قوله: «لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك». لكن لماذا سكت هؤلاء عن بقية الحديث النبوي؟

(١) الأعراف: ٣٢.

1 / 150