Энциклопедия сект и религий - Дурр ас-Сунния
موسوعة الملل والأديان - الدرر السنية
Издатель
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Жанры
ثم دعت راحيل الله تعالى وسألته أن يهب لها غلامًا من يعقوب؛ فسمع الله نداءها، وأجاب دعاءها؛ فحملت، وولدت غلامًا عظيمًا شريفًا، حسنًا جميلًا سمَّته يوسف.
كل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه، ثم طلب يعقوب من خاله أن يأذن له بالرحيل؛ فأذن له ورحل إلى فلسطين عند أبيه إسحاق ﵉. وبعد رجوعه إليها حملت زوجته راحيل؛ فولدت غلامًا وهو بنيامين إلا أنها جهدت في طلقها به جهدًا شديدًا، وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في بيت لحم (١).
وبعد ذلك مرض إسحاق، ومات عن مائة وثمانين سنة، ودفنه ابناه: العيص، ويعقوب مع أبيه الخليل ﵈.
وهكذا استقر يعقوب هو وأبناؤه الأسباط الاثنا عشر في فلسطين.
ومن ذرية الأسباط يتكون نسب بني إسرائيل.
ثم حصل ما حصل بين يوسف وإخوته، وبعد ذلك دعا يوسف والده وإخوته إلى مصر، فنزحوا من فلسطين، ومات يعقوب في مصر، فذهب به يوسف وإخوته وأكابر أهل مصر إلى فلسطين، فلما وصلوا حبرون دفنوه في المغارة التي اشتراها الخليل. ثم رجعوا إلى مصر، وعزى إخوة يوسفَ يوسفَ، وترققوا له؛ فأكرمهم، وأحسن منقلبهم؛ فأقاموا بمصر، ثم حضرت يوسف الوفاة؛ فأوصى أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر؛ فيدفن عند آبائه، فحنطوه، ووضعوه في تابوت، فكان بمصر حتى أخرجه موسى ﵇ فدفنه عند آبائه، كما يقول ابن كثير فيما نقله عن نصوص أهل الكتاب (٢).
وبعد ذلك تناسل الأسباط، وكثروا، وأبوا أن يندمجوا مع المصريين؛ فعزلوا أنفسهم عنهم، وتواصوا فيما بينهم أن يكون لكل سبط نسله المعروف المميز عن بقية الأسباط، وذلك ليضمنوا الاحتفاظ بنسبهم؛ اعتزازًا به، وتعاليًا على غيرهم، باعتبار أنهم من ذرية الأنبياء. وهذه العزة التي عاشها اليهود في مصر، مع الشعور المصاحب لهم من التعالي بنسبهم، جعل مقامهم في مصر قلقًا مضطربًا (٣).
وبعد ثلاثة قرون أو تزيد اضطهدهم الفراعنةُ حكامُ مصر واستعبدوهم، فبعث الله موسى نبيًّا فيهم، ورسولًا إليهم وإلى فرعون.
وقد بيَّن لنا القرآن الكريم سيرة موسى ﵇ مع فرعون، حيث منَّ الله على بني إسرائيل ونجَّاهم من سوء العذاب الذي كان فرعون يسومهم به، ونصرهم عليه بقيادة موسى ﵇ حيث إنهزم فرعون وأهلكه الله بالغرق.
وكان جديرًا ببني إسرائيل بعد هذا النصر أن يحمدوا الله ويطيعوه، إلا أنهم أبوا إلا الكفر والذلة والمسكنة، فآذوا موسى ﵇ وتعنَّتوا حين أُمِرُوا أن يدخلوا فلسطين، الأرض المقدسة.
وقد أكرمهم الله وأنزل عليهم المنَّ والسلوى، ولما ذهب موسى لمناجاة ربه استضعفوا هارون، وعبدوا العجل الذهب، وتعنَّتوا على موسى بعد عودته، وقالوا له: لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة:٥٥].
ورفع الله فوقهم الطور؛ تهديدًا لهم، فاستسلموا؛ خوفًا، وأعطوا مواثيقهم، ولكنهم نقضوا، واعتدوا فيالسبت؛ فمسخهم الله قردة وخنازير (٤).
وتوالت عليهم الآيات والعبر، كقصة البقرة، والخسف، وغيرها، ولكن قست قلوبهم، ولم تنفعهم الآيات والعبر؛ فهي كالحجارة أو أشد قسوة.
ثم توالت بعد ذلك غطرستهم، وتبجحهم، وعنادهم، وتحريفهم، وتبديلهم مع كليم الله ومَنْ بعده من الأنبياء ﵈.
_________
(١) «البداية والنهاية» (١/ ٤٤٧،٤٥٥)، و«التحرير والتنوير» (١/ ٧٣٢).
(٢) «البداية والنهاية» (١/ ٥٠٤).
(٣) ([٢٤]) «حقيقة اليهود» (ص١).
(٤) انظر «حقيقة اليهود» (ص٣).
1 / 27