Мусульманская энциклопедия научного чуда в Коране и Сунне
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
Издатель
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
Номер издания
الثانية ١٤٢٦ هـ
Год публикации
٢٠٠٥ م.
Место издания
جادة ابن سينا.
Жанры
إنّ الإنسانَ إذا تفكّر في خَلقِ السماواتِ والأرض، فعرفَ اللهَ خالقًا ومربّيًا ومسيّرًا، وعرفَ طَرفًا من أسمائِه الحسنى، وصفاتِه الفضلى، يشعرُ بدافعٍ قويٍّ إلى التقربِ إليه مِن خلالِ امتثالِ أمْرِه، واجتنابِ نهْيِه، عندها يأتي علمُ الشريعةِ ليبيّنَ أمْرَ اللهِ ونهيَه، في العباداتِ والمعاملاتِ والأخلاقِ.
والشريعةُ عدْلٌ كلُّها، ورحمةٌ كلُّها، ومصالحُ كلُّها، وحكمةٌ كلُّها، فكلُّ مسألةٍ خرجتْ عن العدلِ إلى الجورِ، وعن الرحمةِ إلى ضدّها، وعن المصلحةِ إلى المفسدةِ، وعن الحكمةِ إلى العبثِ، فليست من الشريعةِ، وإن أُدخِلَتْ عليها بألْفِ تأويلٍ وتأويلٍ.
قال ﵊ فيما رواه البخاري في صحيحه: "مَنْ يُرِدُ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".
بقي علمُ الخليقةِ، لقد دعا الإسلامُ إلى العلمِ بطبائعِ الأشياءِ وخصائصِها، والقوانينِ التي تحكمُ العلاقةَ بينَها، كي نستفيدَ منها، تحقيقًا لتسخيرِ اللهِ جلّ وعلاَ الأشياءَ لَنا.. قال تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: ٢٠] .
﴿وَأَنزَلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ [الحديد: ٢٥] .
وتعلُّم العلومِ الماديةِ يحقِّق عمارَة الأرضِ عن طريقِ استخراجِ ثرواتِها، واستثمارِ طاقاتها، وتذليلِ الصعوباتِ، وتوفيرِ الحاجاتِ، تحقيقًا لقوله تعالى:
﴿وإلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ ياقوم اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إلاه غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأرض واستعمركم فِيهَا فاستغفروه ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [هود: ٦١] .
وتعلُّمُ العلومِ الماديّةِ، والتفوُّقُ فيها قوّةٌ، يجبُ أنْ تكونَ في أيدي المسلمين، ليجابِها أعداءَهم، أعداءَ الحقِّ والخيرِ والسلامِ، وتحقيقًا لقوله تعالى:
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخيل تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠] .
1 / 9