112

Муса Енциклопедия по этике, аскетизму и смягчению сердца

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

Издатель

مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Место издания

القاهرة

Жанры

التأثر بالقرآن
حث الإسلام على تدبر القرآن، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: ٢٤].
وروى ابن عبد البر عن علي ﵁ قال: ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا في علم ليس فيه تفهيم، ولا في قراءة ليس فيها تدبر.
وقال ابن عباس ﵁: لأن أقرأ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ [الزلزلة: ١] و﴿الْقَارِعَةُ﴾ [القارعة: ١] أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا.
وعن زيد بن ثابت ﵁: لأن أقرأ القرآن في شهر أحب إليّ من أن أقرأه في خمس عشرة، ولأن أقرأه في خمس عشرة أحب إلي من أن أقرأه في عشر، ولأن أقرأه في عشر أحب إلي من أن أقرأه في سبع؛ أقف وأدعو.
أحوال السلف مع القرآن
يقول عبد الله بن مسعود ﵁: إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به.
وكان ابن عمر ﵁ يقول: كان الفاضل من أصحاب رسول الله في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يرزقون القرآن، منهم الصبي والأعمى، ولا يرزقون العمل به.
وقال الحسن: كان عمر يمر بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط، ويبقى في البيت حتى يعاد للمرض.
ويخبر أحد أصحاب الربيع بن خثيم فيقول: كان الربيع يبكي حتى تبل لحيته من دموعه، ومر ذات ليلة بقوله تعالى: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣)﴾ [الفرقان: ١٢ - ١٣].
فصعق الربيع، فاحتملناه إلى أهله.

1 / 112