325

Энциклопедия арабских речей в славные времена

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Издатель

المكتبة العلمية بيروت

Место издания

لبنان

Жанры

وفد علي على معاوية
مدخل
...
وفد علي على معاوية:
بعد أن نزل الإمام علي كرم الله وجهه بصفين، دعا بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وسعيد بن قيس الهمداني، وشبث بن ربعي التميمي، فقال: ائتوا هذا الرجل، فادعوه إلى الله، وإلى الطاعة والجماعة، فقال له شبث بن ربعي: يا أمير المؤمنين: ألا تطمعه في سلطان توليه إياه، ومنزلة يكون له بها أثرة عندك إن هو بايعك؟ فقال علي: ائتوه فالقوه واحتجوا عليه، وانظروا ما رأيه؟ -وهذا في أول ذي الحجة سنة ٣٦هـ- فأتوه، ودخلوا عليه.
٢١٨- خطبة بشير بن عمرو:
فحمد الله أبو عمرة بشير بن عمرو، وأثنى عليه، وقال:
"يا معاوية: إن الدنيا عنك زائلة، وإنك راجع إلى الآخرة، وإن الله ﷿ محاسبك بعملك، وجازيك بما قدمت يداك، وإني أنشدك الله ﷿ أن تفرق جماعة هذه الأمة، وأن تسفك دماءها بينها".
فقطع عليه الكلام، وقال: هلا أوصيت بذلك صاحبك؟ فقال أبو عمرة:
"إن صاحبي ليس مثلك، إن صاحبي أحق البرية كلها بهذا الأمر، في الفضل، والدين، والسابقة في الإسلام، والقرابة من الرسول ﷺ، قال: فيقول ماذا؟ قال: يأمرك بتقوى الله ﷿، وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق، فإنه أسلم لك في دنياك، وخير لك في عاقبة أمرك".
قال معاوية: ونطل دم عثمان ﵁! لا والله لا أفعل ذلك أبدًا، فذهب سعيد بن قيس يتكلم، فبادره شبث بن ربعي، فتكلم:

1 / 328