Энциклопедия арабских речей в славные времена
جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
Издатель
المكتبة العلمية بيروت
Место издания
لبنان
Жанры
أبيتم، فأدوا الجزية إلينا في كل عام وأنتم صاغرون، ونكف عنكم، وإن أنتم أبيتم هاتين الخصلتين فليس شيء مما خلق الله ﷿ نحن قابلوه منكم، فابرزوا إلينا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، فهذا ما نأمركم به وما ندعوكم إليه.
وأما قولكم: "ما أدخلكم بلادنا وتركتم أرض الحبشة وليسوا منكم ببعيد، وتركتم أهل فارس، وقد هلك ملكهم" فإني أخبركم عن ذلك: ما بدأنا قتالكم؛ لأنكم أقرب إلينا منهم، وإنكم عندنا جميعًا بالسواء، وما جاءنا كتابنا بالكف عنهم، ولكن الله ﷿ أنزل في كتابه على نبينا ﷺ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ وكنتم أقرب إلينا منهم، فبدأنا بكم لذلك، وقد أتاهم طائفة منا وهم يقاتلونهم، وأرجو أن يظفرهم الله ويفتح عليهم فينصر.
وأما قولكم: "إن ملكنا حي، وإن جنودنا عظيمة، وإنا عدد نجوم السماء وحصى الأرض" وتوئسونا من الظهور عليكم فإن الأمر في ذلك ليس إليكم، وإنما الأمور كلها إلى الله، وكل شيء في قبضته وقدرته، وإذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وإن يكن ملككم هرقل فإن ملكنا الله ﷿ الذي خلقنا، وأميرنا رجل منا، إن عمل فينا بكتاب ديننا وسنة نبينا ﷺ أقررناه علينا، وإن عمل بغير ذلك عزلناه عنا، وإن هو سرق قطعنا يده، وإن زنى جلدناه، وإن شتم رجلًا منا شتمه كما شتمه، وإن جرحه أقاده١ من نفسه، ولا يحتجب منا. ولا يتكبر علينا، ولا يستأثر علينا في فيئنا الذي أفاءه الله علينا وهو كرجل منا.
وأما قولكم: "جنودنا كثيرة" فإنها وإن عظمت وكثرت حتى تكون أكثر من نجوم السماء وحصى الأرض، فإنا لا نثق بها ولا نتكل عليها، ولا نرجوا النصر على
١ أقصه.
1 / 247