192

Энциклопедия арабских речей в славные времена

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Издатель

المكتبة العلمية بيروت

Место издания

لبنان

Жанры

ثم قال: هات يدك؛ فإن لا أدري: هل نلتقي في الدنيا بعد هذا اليوم؟ فإن قضى الله لنا التقاء فنسأل الله عفوه وغفرانه، وإن كانت هي الفرقة التي ليس بعدها التقاء، فعرفنا الله وإياك وجه النبي ﷺ في جنات النعيم" فأخذ أبو بكر ﵁ بيده، ثم بكى وبكى خالد والمسلمون، وظنوا أنه يريد الشهادة. "فتوح الشأم ص١٧".
ووصية أبي بكر لخالد بن سعيد بن العاص ... ٥٥- وصية أبى بكر لخالد بن سعيد بن العاص: فلما خرج من المدينة قال له أبو بكر ﵁: "إنك قد أوصيتني برشدي وقد وعيته، وأنا موصيك فاستمع وصيتي وعها، إنك امرؤ قد جعل الله لك سابقة في الإسلام، وفضيلة عظيمة، والناس ناظرون إليك، ومستمعون منك، وقد خرجت في هذا الوجه العظيم الأجر، وأنا أرجو أن يكون خروجك فيه لحسبة ونية صادقة إن شاء الله، فثبت العالم، وعلم الجاهل، وعاتب السفيه المترف، وانصح لعامة المسلمين، واخصص الوالي على الجند من نصيحتك ومشورتك ما يحق الله وللمسلمين عليك واعمل لله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، واعلم أنا عما قليل ميتون ثم مبعوثون ثم مساءلون ومحاسبون، جعلنا الله وإياك لأنعمه من الشاكرين ولنقمه من الخائفين ثم أخذ يده فودعه". وجهز أبو بكر أربعة جيوش على أحدها عمرو بن العاص ووجهه إلى فلسطين، وعلى الثاني شرحبيل بن حسنة ووجه إلى الأردن، وعلى الثالث يزيد بن أبي سفيان ووجهه إلى البلقاء، وعلى الرابع أبو عبيدة عامر بن الجراح ووجهه إلى حمص، وشيع الأمراء ووصاهم. "فتوح الشام ص١٨".
٥٦- وصية أبى بكر لعمرو بن العاص: ولما أجمع أبو بكر أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص. وخرج أبو بكر يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول:

1 / 195