Им'ан ан-Назар фи Машру'ийат аль-Бугд ва аль-Хаджр
إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر
Издатель
دار التوحيد
Жанры
وقد سَمِعْتُ هذا من بعض الخطباء والقُصَّاص والحامل لهم على التسوية بين الْهَجْر الديني وهو ما كان لله وبين الهجر الدنيوي وهو ما كان لحظ النفس لا يخلو من أمرين:
- إمَّا لِجَهْلٍ بالفرقِ بين هَذَا وهذَا.
- وإمَّا قصد لَبْس الحق بالباطل عنادًا ومكابرة وتَمْويهًا على الأغبياء الذين لا علم لهم بمدارك الأحكام، وهذا الأخير هو الظاهر من حال المتلبسين منهم ببعض المعاصي ليدفعوا عن أنفسهم الشنْعة، وَلِيُوهِمُوا الجهال أن هجرهم إياهم من أجل المعصية لا يجوز، وأن الذين يهجرونهم من طلبة العلم وغيرهم ليسوا مصيبين.
فَيُقَال لِهَؤُلاَءِ المذبذبين المدَلِّسين: إنَّ الذي جاءت الأحاديث بالنهي عنه فيما زاد على الثلاث هو التهاجر الدنيوي) ثم قال: (وقد جاءت السنة بهجر أهل المعاصي حتى يتوبوا كما هجر النبي ﷺ كعب بن مالك وصاحبيه خمسين يومًا ولم يكلمهم حتى تاب الله عليهم (١).
وهَجَر ﷺ زينب بنت جحش ﵂ قريبًا من شهرين لَمَّا قالت: (أنا أُعْطِي تِلْكَ اليَهُودِيَّة؟!) - تعني: «صَفِيَّة»
(١) سبَقَت الإشارة إلى أن حديث قصة «كَعْب» ﵁ أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم.
1 / 21