الجيران والإخوان على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى
فأكلهم الجنادل والثرى. فأصبحوا بعد الحياة أمواتا. وبعد
غضارة العيش رفاتا. فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب
وظعنوا فليس لهم إياب هيهات هيهات (كلا إنها كلمة هو قائلها
ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) وكأن قد صرتم إلى
ما صاروا إليه من البلى. والوحدة في دار الموتى. وارتهنتم
في ذلك المضجع. وضمكم ذلك المستودع. فكيف بكم
لو قد تناهت الأمور. وبعثرت القبور. وحصل ما في
الصدور ووفقتم للتحصيل. بين يدي الملك الجليل. فطارت
القلوب. لإشفاقها من سالف الذنوب. وهتكت عنكم
الحجب والا ستار. وظهرت منكم العيوب والا سرار.
Страница 62