الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة
١- الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مالك المعافري
أحد قضاة الجزيرة المشهورين بالكرم والإنعام، المذكورين بكثرة الصواب في الأحكام، وله مع ذلك شعر كثير، وترسل غزير، فمن ذلك قوله في صباه:
كتبت لما فنى دمعي ومصطبري ... إليك أشكو صباباتي وأسقامي
ما زال تبكي لما تمليه من حرقي ... عليك مقلة قرطاسي وأقلامي
٢- أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خفيف الكاتب
كثير النوادر من شعره [وقد رأى] رجلًا أحدب قد علا إنسانًا:
رأيت اليوم محمولًا ... وأعجب منه من حمله
جمال الناس تحملهم ... وهذا حامل جمله
٣- إبراهيم بن محمود القسري
من شعره قوله من قصيدة أولها:
أي طيف من لامعات البروق ... بات يسري بين الحمى والعقيق
يقول فيها:
لا وبرق الثغور والشبم العذ ... ب من الريق والرضاب الرحيق
ما عققت العقيق لكن دموعي ... لفراق العقيق مثل العقيق
أنا صب إلى الحمى مستهامُ ... بمهاة النقى وريم الشقيق
٤- أبو القاسم أحمد بن إبراهيم الوداني
أنشدت له:
ترفق بنفسك لا تضنها ... بحرصٍ فحرصك لا ينفع
فكم عاجز واسعٍ ماله ... وكم حازمٍ فقره مدقع
٥- الأمير أبو الحسين أحمد بن الحسن الكلبي
من شعره:
شنئت البيض إذ أشبهن شيبي ... ويا بأبي التي ملكت فؤادي
وهل يختار ذو عقل ولب ... بياض المقلتين على السواد
٦- أبو الفتح أحمد بن علي الشامي
زين الأدباء، وغرة الفهماء له:
في السمهري مشابه ... ممن أحب وأعشق
اللون، والقد الرشي ... ق، وطرفه إذ يرمق
قلبي لسهم لحاظه ... غرض ففيه يرشق
وسألته أن ينفذ إلي بشيء من شعره في حين تأليف الكتاب، فكتب إلي:
أبا قاسم والفضل فيك سجية ... وأنت بكل المعلوات خليق
ومن مجده فوق السماك محلقٌ ... ومنصبه في المكرمات عريق
تكلفني إظهار ما قد نظمته ... ليالي غصني ناضر ووريق
وإذ لمتي تحكي خوافي ناعب ... وعندي لوصل الغانيات طريق
فكن ساترًا عورات خلك إنه ... شقيقك، والخل الصديق شقيق
وله في المجون:
احتل لأيرك في درع مضعفة ... فبين فخذيه أرماح من الشعر
وله:
عجبت لنوار الأقاحي إذ بدا ... في عارضي ورأته قبل بنفسجا
لا تعجبي مما ترين فإنما ... يبدو ضياء الصبح في إثر الدجى
وله في الغزل:
وذي مقلة كحلاء من غير ما كحل ... رماني بسهم من جفون لها نجل
يضارع أم الخشف جيدا ومقلة ... ويفضلها في الحسن والدل والشكل
أعار العوالي طرفه وقوامه ... ولونا يزيد القلب خبلًا على خبل
بوجهٍ يريك الشمس في غصن بانةٍ ... على كفل يحكي الكثيب من الرمل
٧- أبو الفضل أحمد بن علي الفهري
صاحب الشرطة، له:
خليلي مالي قد حرمت التدانيا ... وأصبحت على وصل الأحبة نائيا
وما كان لي صبر على الوصل ساعة ... فها أنا في بين سنين ثمانيا
رعى الله أحبابًا وقرب دارهم ... وبلغ مشتاقًا وأطلق عانيا
٨- أبو علي أحمد بن محمد بن القاف
له:
ولما رأيت الناس لا خير عندهم ... صددت وبيت الله عن صحبة الناس
وصرت جليس الفكر ما دمت فيهم ... وأعملت حسن الصبر فيه مع الياس
وله:
سأكرم نفسي جاهدًا وأصونها ... وإن فرحت من ناظري جفونها
ولست بزوار لمن لا يزورني ... ولا طارحًا نفسي على من يهينها
وله:
إذا ما أراد المرء إكرام نفسه ... رعاها ووقاها القبيح وزينا
وإن هو لم يبخل بها وأهانها ... ولم يرعها كانت على الناس أهونا
وله في إفشاء السر:
حدثت خلي بهم ... رجوت منه انفراجي
وكان سري لديه ... كالنار، والليل داج
وله:
أيها الخائف المكا ... ره وطنلها الحشا
رب أمر كرهته ... نلت فيه الذي تشا
٩- الفقيه أبو العباس أحمد بن أبي محمد الكلاعي
أحد فقهاء صقلية ونبلائها، وكان أديبًا شاعرًا، ظريفًا.
له:
1 / 1