فصل فِي الموعظة (والنصيحة)
كتب أَبُو الدَّرْدَاء إِلَى مسلمة بن مخلد: " سَلام عَلَيْك، أما بعد:
فَإِن العَبْد إِذا عمل بِطَاعَة الله تَعَالَى، أحبه الله تَعَالَى، وَإِذا أحبه الله تَعَالَى حببه إِلَى عباده، وَإِن العَبْد إِذا عمل بِمَعْصِيَة الله، أبغضه الله، وَإِذا أبغضه بغضه إِلَى عباده ". وَكَانَ رَسُول الله -[ﷺ]- يَقُول: " يَا أَبَا ذَر، أوصيك بِوَصِيَّة إِن لزمتها قرت عَيْنك، انْظُر إِلَى من هُوَ دُونك، وَلَا تنظر إِلَى من هُوَ فَوْقك، فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك خشع قَلْبك، وَإِن لم تفعل شمخ قَلْبك، فشمخ مَعَه السّمع وَالْبَصَر ".
شعر: // (الْبَسِيط) //
(من رام عَيْشًا رغيدا يَسْتَفِيد بِهِ ... فِي دينه ثمَّ فِي دُنْيَاهُ إقبالا)
(فلينظرن إِلَى من فَوْقه عملا ... ولينظرن إِلَى من دونه مَالا)
وَقَالَ لُقْمَان الْحَكِيم ﵇ لِابْنِهِ: " لَا تجمع المَال لولدك، فَإِن كَانَ الْوَلَد من الْأَبْرَار، فَإِن الله لَا يضيع الْأَبْرَار، وَإِن كَانَ من الْفجار فَلَا تجمع المَال للفجار ".