قوله وحدوث العالم إلخ لماقدم في برهان الوجود حدوث العالم ذكر هنا برهان ذلك وهو ملازمته للأعراض الحادثة فإن أجرام العالم يستحيل انفكاكها عن الأعراض كالحركة والسكون وهذه الأعراض حادثة بدليل مشاهدة تغيرها فلوكانت قديمة لزم أن لاتنعدم لأن ماثبت قدمه استحال عدمه وإذا ثبت حدوثها واستحال وجودها في الأول لزم حدوث الأجرام واستحال وجودها في الأول قطعًا لاستحالة انفكاكها عن الأعراض إذ حدوث أحد المتلازمين يستلزم حدوث الآخر ضرورة ولم يذكر الناظم دليلي حدوث العرض لوضوحه والأكوان أعراض مخصوصة وهي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق قاله في شرح الكبرى والمراد به كلام الناظم والله أعلم ماهو أعم من الجوهر والعرض من سائر الموجودات الحادثة ويحتمل أن يريد الأعراض المخصوصة كماذكر ويدخل غيرها من الأعراض وسائر الجواهر من باب لافارق والتساوي في كلام الناظم بحذف الياء للوزن والعالم بفتح اللام كل ماسوى الله تعالى والعرض بفتحتين عند المتكلمين اسم لمالادوام له وهو مايقوم بغيره قاله في القاموس وفي شرح الكبرى العرض ماكانت ذاته لاتشغل فراغًا ولا له قيام بنفسه وإنما يكون وجوده تابعًا لوجود الجوهر كالعلم الذي يقوم بالجوهر وكالحركة واللون فإنها لاتشغل فراغًا بل الفراغ الذي شغله الجوهر قبل اتصافه بها هو الفراغ الذي أشغله مع إنصافه بها من غير زيادة اهـ.
لَوْ لَمْ يَكُ الْقِدَمُ وَصْفَهُ لَزِمَ
حُدُوثُهُ دَرْرٌ تَسَلْسُلٌ حُتمْ
لَوْ أمْكنَ الْفَنَاءُ لاَنْتَفَى الْقِدَمُ
لَوْ مَاثَلَ الْخَلْقِ حُدُوثُهُ انْحَتَمْ
لَوْ لَمْ يَكُنْ وَصْفُ الْغِنَى افْتَقَرْ
لَوْ لَمْ يَكُنْ بِوَاحِدٍ لَمَا قَدَرْ
لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيًَّا مُرِيدًا عَالِمًا
وَقَادِرًَا لَمَا رَأَيْتُ عَالِمًا
وَالتَّالِ فِي السِّتِّ الْقَضايَا بَاطِلُ
قَطْعًا مُقَدَّمٌ إِذًا مُماثِلُ
ذكر الناظم في هذه الأبيات براهين تسع صفات قائلًا في كل برهان منها لو لم يكن كذا للزم كذا أولوكان كذا لكان كذا وتبع ﵀ اصطلاح أهل المنطق في تسمية مجموع قولنا لوكان كذا لكان كذا ونحوه قضية وتسميته الجزء الأول منها وهو قولنا لوكان كذا مقدمًا وتسمية الجزء الثاني وهو قولنا لكان كذا تاليًا باللازم كما يؤخذ
1 / 50