الإدراك وانقطع تشوفها للخوض فيماخرج عن دائرة التوهمات والتخيلات وقصارى أمرها أنهاصارت من أجل اللمحة التي لحظت والرمزة التي بهاغابت عن العوالم كلها وفيها تأهب وبهاولهت تطايرمن وراء حجب الكبرياء وإرادية العز تشوفًا إلى مالايكيف من جميل اللقاء وتتنسم من مواهب الزيادة لكشف الغطاء ماتروح به عن القلب المحترق الأحشاء وربماعظم الشوق بلطف نسيم المزيد فشطحت الذوات شطحًا طارت به الروح عن سحب الجد وإتصلت بما لانهاية لزيادة نعيمه على طول الأبد. وللمولى القطب الجامع أبي مدين ﵁ في هذا المعنى.
فقل للذي ينهى عن الوجد أهله
إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنا
إذا اهتزت الأرواح شوقًا إلى اللقا
ترقصت الأشباح ياجاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفص يافتى
إذا ذكرالأوطان حن إلى المغنى
ففرج بالتغريد مابفؤاده
فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
ويرقص في الأقفاص شوقًا إلى اللقا
فيهتز أرباب العقول إذا غنى
كذلك أرواح المحبين يافتى
تهززهاالأشواق للعالم الأسنى
أتلزمها بالصبر وهي مشوقة
وهل يستطيع الصبر من شاهد المغنى
فيا حادي العشاق قم واحد قائما
وزمزم لنا باسم الحبيب وروحنا
وصن سرنا في سكرنا عن حسودنا
وإن أنكرت عيناك شيئًا فسامحنا
فأنا إذا طبنا وطابت عقولنا
وخامرنا خمر الغرام تهتكنا
فلا تلم السكران في حال سكره
فقد رفع التكليف في سكرنا عنا. وقدأنشدني بعض الأصحاب بيتًا قبل البيت الأول من هذه القصيدة ولفظه.
يحركنا ذكر الأحاديث عنكم
ولولا هواكم في الحشا ماتحركنا
ولم يشرح عليه شارح هذه القصيدة وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهبطي ﵀ ونفع به
وُجُودُهُ لَهُ دَلِيلٌ قَاطِعْ
حَاجَةُ كُل مُحدِثٍ لِلصَّانِعْ
لَوْ حَدَثَتْ لِنَفْسِهَا الأَكُوَانُ
لاَجْتَمَعَ التَّساوي وَالرُّجْحَانُ
وَذَا مَحَالٌ وَحُدُوثُ العَالَمِ
مِنْ حَدَثِ الأعْرَاضِ مَعْ تَلاَزُمِ
1 / 48