سمع الحديث من الزين أحمد بن عبد الدائم وابن أبي اليسر والمجد ابن عساكر وأكثر عن أصحاب حنبل وأبي حفص بن طبرزد وغيرهم وقرأ بنفسه وكتب وانتقى وبرع في علوم الإسناد والمتن ودرس وأفتى وفسر وصنف التصانيف وكان إماما متبحرا في علوم الديانة صحيح الذهن سريع الإدراك سيال الفهم موصوفا بالشجاعة والكرم فارغا عن شهوات المأكل والملبس والجماع لا لذة له في غير نشر العلم وكان إماما في التفسير وما يتعلق به عارفا بالفقه واختلاف العلماء والأصلين والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية وما تكلم معه فاضل في فن إلا ظن أن ذلك الفن فنه وأما الحديث فكان حافظا له مميزا بين صحيحه وسقيمه عارفا برجاله متضلعا من ذلك وأثنى عليه وعلى فضائله جماعة من علماء عصره مثل القاضي شهاب الدين الجويني والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد والشيخ شهاب الدين ابن النحاس والحافظ الذهبي والحافظ عبد الكريم الحلبي وغيرهم قال قطب الدين في تاريخ مصر ووجد بخط كمال الدين ابن الزملكاني أنه اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها وكتب الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني على كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام تاليف ابن تيمية ما لفظه تليف الشيخ الإمام العالم العلامة الأوحد الحافظ المجتهد الزاهد العابد القدوة إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء خر المجتهدين أوحد علماء الدين بركة الإسلام حجة الأعلام برهان المتكلمين قامع المبتدعين محيي السنة ومن عظمت لله علينا المنة وقامت به على أعدائه الحجة واستبانت ببركته وهديه المحجة تقي الدين أبي العباس

Страница 285